اولهم عبد
الله بن عفيف الأزدي وكان من اصحاب الامام علي عليه السلام وقاتل
بين يديه ..اصبح ضريراً بعد ان ذهبتْ إحدى عينيه في واقعة الجمل وذهبت
الأخرى يوم صفِّين ، وكان من الزاهدين العباد الذين لا يفارقون مسجد في الكوفة بعد استشهاد الامام علي عليه السلام .. بعد مقتل
الحسين وثَب هذا البطل في وجه ابن زياد
بعد أنْ سمعه يشتم الإمام الحسين(ع) ويصغه
بالكذب فقال له : " يا عدوَّ الله ، إنَّ الكذاب أنت وأبوك ، والذي ولَّاك
وأبوه ، يا ابنَ مرجانة ، تَقتلُ أولادَ النبييِّن وتقومُ على المنبر مقام
الصدِّيقين ؟!" ....فأمر ابنُ زياد جلاوزته بضرب عنقه وصلبِه رغم أنَّه كان
شيخا ضريرا ..
اما الثاني فهو الهفهاف ابن المهلب
الراسبي البصري وقد ذكر القاضي نعمان المغربي في شرح الأخبار بأنه آخر شهيد معركة
كربلاء وهو احد شيوخ عشائر البصرة ومن أصحاب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
وشارك معه حروبه الثلاث الجمل وصفين
والنهروان. حيث جعله أمير المؤمنين في صفين آمراً على قبيلة الأزد. وكان ملازماً للامام
حتى استشهاده عليه السلام ومن بعده أصبح
من أصحاب الإمام الحسن عليه السلام ومن
بعده صار من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام .
عندما بلغه بأن الإمام الحسين محاصر في
كربلاء جمع عشيرته لنصرة الحسين فلم يجبه احد ...فقام وحده من البصرة الى كربلاء
... وكان يصل الليل بالنهار استجابة لنداء
ابي عبد الله ولكنه وصل الى كربلاء بعد الظهر وبعد انتهاء المعركة وشهادة الامام الحسين ...
وصل كربلاء وكانت أعمدة الدخان تتصاعد
من خيام عيال الحسين ، وكانت رؤوس الشهداء مرفوعة على الرماح .. فدخل على عسكر عمر
بن سعد، وجرد سيفه وشدّ على المعسكر
الاموي وهو يرتجز ويقول:
أيّـها الجـنـدَ المجـنّد
أنا الهفهـاف بن المـهلب
أحـمـي عـيـالات مـحمّـد
تقول الروايات التاريخية ان السيدة
زينب سمعت ضرب السيوف وأنَّ المعركةً بدأت من جديد ورأت الجند تركوا سلب الخيام فسألت
عن الخبر ...فقيل لها هذا ابن المهلَّب وصل الآن من البصرة لنصرتكم...
وقد قال عنه الامام زين العابدين(عليه السلام) عن المهلب : لم ير الناس شجاعا بعد
اهل البيت كمثل هذا.. اللهم احشره مع ابي الحسين وال بيته(عليه السلام).
ظل الهفهاف يقاتل المعسكر الاموي
لوحده ويقال أنه قتل منهم جمعاً كثيراً
واُثخن بالجراحات قبل ان يحملوا عليه واحتوشوه
ورموه بالسهام والنبال فوقع شهيدا وهو اخر صريع في طف كربلاء ...لذا اعتبره
المؤرخون من أنصار الحسين (ع) رغم انه لم يحظ بالجهاد بين يدي الحسين (ع)