يحفظ التاريخ لاهالي محافظة النجف الاشرف كونهم المؤسسين والمحافظين على مانراه اليوم من مسيرة اربعينية للعشق الحسيني والتي اصبحت تحييها عشرات الملايين من داخل وخارج العراق ومن مختلف الجنسيات من اصقاع الارض المختلفة ..
يطلق عليها النجفيون ... البيادة ... وهي كلمه فارسيه تعنى المشي ... وكانت البياده في سالف الزمان مقتصره على اهالي النجف الكرام وهم يعتزون بهذه التقليد السنوي ..
كانت امتعة المشاية تنقل بواسطة الحمير ..قبل انتشار السيارات في الاربعينات والخمسينات حيث بدأ النقل بواسطة سيارات القجمه والخشب واللوريات ودك النجف ...حيث كانت هذه السيارات تنقل امتعة الموكب والمشاية مجانا ذهابا وايابا
كانت الرحلة تستمر الى اربعة مراحل .. الاولى هي الانطلاق من النجف وصولا الى منطقة خان الربع حيث يتوقف الموكب هناك للمبيت حيث يقام مساء ذلك اليوم مجلس للعزاء ثم يقرا احد الرواديد .. وفي اليوم التالي تبدا المرحلة الثانية بالانطلاق الى خان النص في منطقة الحيدرية حيث يبيتون هناك وهذه الليلة من الليالي المميزة حيث تصادف ذكرى وفاة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ..لتبدأ في اليوم التالي المرحلة الثالثة بالمسير الى خان النخيله حيث يبيتون هناك ثم يذهبون الى كربلاء في اليوم التالي ليصلوا قبل الزياره بيوم واحد للراحه...
هذه المسيرة النجفية انتشرت واعطت للمسيرة الحسينية ديمومتها رغم انف الطغاة حيث اعطى ابناء هذه المدينة الكريمة والمدن القريبة كوكبة من الشهداء على هذا الطريق بعد ان قصفتهم السلطة بالطائرات عام 1977 حيث استمروا بعدها بالسير بيادة نحو كربلاء عبر الطرق الزراعية والبساتين وتحملوا كل شئ من اجل ابقاء هذه المسيرة الى يومنا هذا حتى اصبحت بهذه الكيفية ووصلت الاعداد الى عشرات الملايين من مشارق الارض ومغاربها ...
الصورة من ارشيف الاستاذ عبد العالي الخفاجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق