الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

البيادة

 يحفظ التاريخ لاهالي محافظة  النجف الاشرف  كونهم المؤسسين والمحافظين على مانراه اليوم من مسيرة اربعينية  للعشق الحسيني والتي اصبحت  تحييها عشرات  الملايين من داخل وخارج العراق  ومن مختلف الجنسيات من اصقاع الارض المختلفة ..
يطلق عليها النجفيون ... البيادة ... وهي كلمه فارسيه تعنى المشي ... وكانت البياده في سالف الزمان  مقتصره على اهالي النجف الكرام وهم يعتزون بهذه التقليد السنوي ..
كان النجفيين ينطلقون  من النجف في موكب مهيب موحد ليلة السادس عشر من صفر .. يضم هذا الموكب كافة شرائح المجتمع النجفي  واطراف المدينة الاربعة  العماره والحويش والمشراق والبراق اضافة الى شارع المدينة وخان المخضر وباقي مناطق النجف ..وعدد من الوافدين من المحافظات خاصة الجنوبية .. ويسبق هذا الموكب بايام الموكب الخدمي الذي يشمل امهر  الطباخين لغرض تحضير الطعام ومجموعة من المتخصصين بالامور الكهربائية  لغرض تنصيب مولدة الكهرباء وتاسيس الكهربائيات.. وكان من الصعب التخلف عن هذا الموكب  بسبب وعورة الطريق ومشاكل الجوع والعطش ..والحاجة الى الماء والطعام
كانت  امتعة المشاية تنقل  بواسطة  الحمير ..قبل انتشار السيارات في  الاربعينات والخمسينات حيث بدأ النقل  بواسطة سيارات القجمه  والخشب واللوريات ودك النجف ...حيث كانت هذه السيارات  تنقل امتعة الموكب والمشاية مجانا ذهابا وايابا
كانت الرحلة تستمر الى اربعة مراحل .. الاولى هي الانطلاق  من النجف وصولا الى منطقة خان الربع حيث يتوقف الموكب هناك للمبيت  حيث يقام مساء ذلك اليوم مجلس للعزاء ثم يقرا احد الرواديد .. وفي اليوم التالي  تبدا المرحلة الثانية بالانطلاق  الى خان النص في منطقة الحيدرية حيث  يبيتون هناك وهذه الليلة من الليالي المميزة حيث  تصادف ذكرى وفاة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ..لتبدأ في اليوم التالي المرحلة الثالثة بالمسير الى خان النخيله حيث يبيتون هناك ثم يذهبون الى كربلاء في اليوم التالي ليصلوا قبل الزياره بيوم واحد للراحه...
هذه المسيرة النجفية  انتشرت واعطت للمسيرة الحسينية ديمومتها  رغم انف الطغاة  حيث اعطى ابناء هذه المدينة الكريمة  والمدن القريبة كوكبة من الشهداء على هذا الطريق بعد ان قصفتهم السلطة بالطائرات عام 1977 حيث استمروا بعدها بالسير بيادة نحو كربلاء  عبر الطرق الزراعية والبساتين وتحملوا كل شئ من اجل ابقاء هذه المسيرة  الى يومنا هذا حتى اصبحت بهذه الكيفية  ووصلت الاعداد الى عشرات الملايين من مشارق الارض ومغاربها ...
الصورة من ارشيف الاستاذ عبد العالي الخفاجي

الأحد، 29 يوليو 2018

جون


 في الواقع الحديث عن اصحاب الحسين عليه السلام  واسع ولكل منهم مناقب ومواقف قل نظيرها فاصحاب الحسين خير الاصحاب واوفى الاصحاب.. ولكني اثرت التعريف  بجون بن حوى مولى الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري ( رض) ... ذلك العبد الاسود الذي كان في خدمة الإمام الحسين عليه السلام يأكل من طعامه ويشرب من شرابه، ذلك الانسان الذي رافق الحسين عليه السلام فاكتسب منه، وعاش من خلال ذلك في حالة من المحبة والوفاء والصدق مع أهل البيت عليهم السلام مما لم يتحقق في الكثيرين ممن كانوا يزعمون الانتماء إلى ذلك الخط والنهج.
هو مولى أبى ذر الغفاري( رض)، وإسمه جون بن حوّي، عاد إلى المدينة المنورة  من بعد وفاة مولاه أبي ذر،ولم يكن يعرف غير آل بيت النبوة  فأصبح من موالي أهل البيت الاطهار ، فكان في خدمة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، ثمّ من بعده الحسن والحسين والسجاد عليهم السلام ، وسار مع الإمام الحسين عليه السلام  من المدينة إلى مكّة ومنها إلى كربلاء، ونقل أبن الأثير والطبري أنّه كان في ليلة عاشوراء يصلح السلاح على الرغم من بلوغه من العمر عتيا ..، ومع أنّه كان شيخاً كبيراً إلاّ أنّه استأذن الإمام الحسين  يوم الطف، ولكن الإمام اعفاه من القتال وقال له الحسين عليه السلام: أنت في إذنٍ مني، فإنما تبعتنا طلباً للعافية، فلا تبتل بطريقنا.
فقال جون : يا بن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم؟؟؟، والله إن ريحي لمنتن وإن حسبي للئيم وان لوني لأسود، فتنفس علي بالجنة ، فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. ثم قاتل حتى قتل، رضوان الله عليه. ، فوقف عليه الحسين وقال: اللهم بيض وجهه، وطيّب ريحه، وأحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد.
وروي عن الباقر، عن السجّاد عليهما السلام: أنّ الناس كانوا يحضرون المعركة ويدفنون القتلى، فوجدوا جون تفوح منه رائحة المسك.
إنه نموذج للانسان الذي قابل المعاملة الحسنة من الإمام عليه السلام بالإحسان، فعبّر بذلك عن نفس كبيرة لا تعرف اللؤم أو الجحود، فلم يتمرّد ولم يتردّد في نصرة الحسين عليه السلام عندما رأى أن الظرف هو أنسب ما يمكن أن يتحقق لكي يعبّر عما كان يجيش في صدره من عوامل الحب والمودة، بعكس الكثير من التوافه الذين استسلموا للخوف الذي سيطر على نفوسهم قبل أن تصل الأمور إلى مستوى سفك الدماء وسقوط الشهداء، فعبَّروا بذلك عن شخصياتهم المهزوزة والضعيفة، بينما ذلك الإنسان الذي لم يكن أحد يحسب له حساباً لكونه عبداً مملوكاً بنظرهم يكشف بوقفته المميزة في كربلاء عن نفس قوية واثقة تعيش الطمأنينة والثبات وما ذلك إلاَّ بفضل الإسلام وبركات الحسين عليه السلام التي فاضت على ذلك المخلص والأمين.

موكب الاباء

كم حاول الطغاة والظلمة  والرعاع  والبربر وشذاذ الافاق  والهمج ودعاة السياسة اللعينة ان يهمشوا  حب محمد وآل محمد  من قلوب المؤمنين من اجل تمجيد حاكم ظالم  وجائر او سلطة زائفة وطاغية .. كم حاربوا عشاق آل بيت النبوة  من اجل عصبية جاهلية وافكار مريضة .. ولم يدركوا افاق تلك الصرخة العظيمة والحقيقة التاريخية والازلية التي اطلقتها السيدة زينب عليها السلام ..." فكد كيدك و أسع سعيك و ناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا "هذه الخطبة الرائعة للسيدة زينب " جبل الصبر " في وجه يزيد .. لم يستطع ان يدرك ابعادها  الطغاة.. ومازالوا والى اليوم  يحاربون عشاق آل بيت النبوة... وظنوا ان تفجيرا هنا .. وقتلا هناك  سيبعد المؤمنين عن طريق الحق .. طريق الاسلام وطريق محمد وآل بيته الطيبين ..لقد ظن الامويون ان قيامهم بسبي عيال الإمام الحسين عليه السلام  من بعد مقتله يوم العاشر من المحرم والطواف بهم في البلدان وعرضهم في الكوفة والشام سيمنحهم شهوة النصر  ولكنهم لم يدركوا ان سبي أهل البيت بتلك الصورة المأساوية، كان قد أثار مشاعر الناس لصالح جبهة الحق وانتهت بقيام ثورات هزت السلطة  الاموية مثل ثورة التوابين وخروج المختار وابو مسلم الخراساني والعباسيين والتي ادت الى سقوط الدولة الاموية ... لقد حولت خطب السيدة  زينب والسجاد عليه السلام طوال فترة السبي لذة النصر العسكري للطغاة  إلى طعم مر كالعلقم لدى يزيد وابن زياد، وحالت دون تحريف التاريخ.. ان أسر عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عهد الحكم الأموي..وصمة عار في وجه كل من يحاول تلميع الصورة القبيحة لاعداء اهل البيت .. و نقضا صريحا لأحكام الإسلام التي لا تجيز سبي المسلم وخاصة النساء..لقد وصلت الاستهانه والخسة بمن يدعون الاسلام  إلى درجة أن أحد الرعاع من أهل الشام طلب من يزيد أن يهبه سليلة الشرف والعفة حفيدة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. فاطمة بنت الحسين ليتخذها جارية إلا أنه واجه تحذيرا  شديدا وموقفا صلبا وشجاعا  من قبل السيدة زينب عليها السلام.
وعلى الرغم من أن يزيد سبى عيال الإمام الحسين عليه السلام وسيّرهم من ولاية إلى أخرى محاولا اذلالهم والاستخفاف بهم ..من أجل إشاعة الخوف لدى سائر الناس إلا أنّ سلالة النبوة ..سلالة العزة والشرف اتّخذت من ايام سبيهم وأسرهم سلاح لمقارعة الباطل، والكشف عن الصورة الحقيقية للعدو وألقت الخطب والكلمات لفضحه وإفشال خططه وكانت خطبة زينب الكبرى العقيلة  والإمام علي بن الحسين  السجاد عليه السلام  في الكوفة والشام مثالا " للمواجهة في الأسر..حيث قالت في وجه يزيد  ."أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هوانا ... أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ تحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل..."
 واخيرا ..لقد كانت  للإمام الحسين عليه السلام حسابات وتدابير دقيقة في اصطحاب النساء والأطفال معه إلى كربلاء ليكونوا من بعده رواة لمشاهد وآلام العاشر من محرم وليكونوا واسطة رسالة دماء الشهداء ولكي لا يتسنىّ لحكومة يزيد إسدال الستار على تلك الجريمة الكبرى التي هزت الضمير الانساني أو محاولة  إبراز تلك القضية بشكل آخر، ولهذا السبب حينما سأل ابن عباس الإمام الحسين عليه السلام عن سبب اصطحابه النساء والأطفال إلى العراق قال " شاء الله ان اقتل  و شاء الله أن يراهن سبايا"
وكما ذكر العلامة  المرحوم كاشف الغطاء: "لو قتل الحسين هو وولده، ولم يتعقبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات وبتلك التحديات لما تحقق غرضه وبلغ غايته في قلب الدولة على يزيد"...

فاطمة بنت الحسين


فاطمة الصغرى  بنت الامام الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي عليهم السلام ولدت في المدينة سنة 40 هـ-..أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ..
السيدة فاطمة  الصغرى دخلت التاريخ من اوسع ابوابه لكونها شخصية إسلامية ودينية فهي تابعية  ومن من رواة الحديث والسنة النبوية ..روت عن جدتها سيدة نساء العالمين السيدة  فاطمة الزهراء بنت رسول الانسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام  وغيرهما.
في احداث الطف  الاليمة  كانت السيدة فاطمة مع ركب السبايا الذي سيق الى الكوفه ومن ثم  بلاد الشام بعد استشهاد أبيها الامام الحسين بن علي  بن ابي طالب  عليه السلام في كربلاء وكانت معها أختها السيدة سكينة بنت الحسين بن علي وعمتاها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وزينب بنت علي بن أبي طالب (العقيلة)، وتحدثت في مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة بكلام فصيح عمّا اقترفه ابن زياد أبكت به الحاضرين. وكانت مع عماتها حينما دخلن على يزيد بن معاوية...
في الشام وفي مجلس اللعين يزيد بن معاوية  وقعت عليها عين رجل شامي من اتباع يزيد فطلب من يزيد أن يهبها له. فأنكرت عليهم  السيدة زينب عليه السلام  ذلك وصرخت صرختها المدوية التي ضج بها مجلس الطغاة وقالت مَن يفعل هذا بنا فهو خارج عن ملّتنا ....الى آخر الخطبة المعروفة ..
تزوجت السيدة فاطمة الصغرى  من ابن عمها الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ،حيث خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه فقال له الحسين اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيى الحسن ولم يحر جوابا. فقال له الحسين: فإنى قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله. ومات عنها ابن عمها الحسن المثنى عام 97 هجرية ولما توفّي نصبت خيمة وأقامت عليه المأتم سنة كاملة.. ولم تتزوج بعده بأحد حتى توفيت...
السيدة فاطمة بنت الحسين  هي جدة إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب العربي . وهي جدة الإمام إبراهيم طباطبا وابنه الإمام محمد الرسي مؤسس دولة الطباطبا باليمن والعراق ودولة الرسيين باليمن،ولقد تركت هذه العلويّة المخدّرة أثراً لا يُمحى في التأريخ الإسلامي لعظم شأنها فهي. عالمة، محدّثة، مجاهدة..
توفيت السيدة فاطمة بنت الحسين  عام 110هـ أو عام 117هـ على روايتين  وكان لها من العمر 70 عاما.. ودفنت في مقبرة الباب الصغير بدمشق و لها في مرقد ومقام  كبير يؤمه الزائرون من مشارق الارض ومغاربها ...

اولاد مسلم

 هما محمد وابراهيم ولدا سفيرالامام الحسين عليه السلام ...الشهيد الخالد مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليهم السلام  ..طفلان كانت لهما مشاركة في واقعة الطف العظيمة الا انها لم تكن لأيام او ساعات بل تجاوزت السنة في أحداث جسيمة. بعد قتل الإمام السبط الحسين بن علي عليهما السلام وحرق الخيام  هرب مجموعة من الاطفال  الى البيداء فتم اسرهم .. منهم غلامان صغيران لمسلم بن عقيل عليه السلام.. محمد بن مسلم بن عقيل وامه ام ولد ..والثاني ابراهيم بن مسلم وامه رقية بنت علي بن ابي طالب  ، وقدما الى  والي الكوفة اللعين عبيد الله بن زياد، فاودعهما السجن لدى سجان اسمه مشكور وقال له : "خذ هذين الغلامين إليك، فمن طيب الطعام فلا تطعمهما، ومن البارد فلا تسقهما وضيّق عليهما سجنهما" فبقيا في السجن سنة كاملة وكان الغلامان يصومان النهار فإذا جنهما الليل أفطرا  على قرصين من شعير وكوز من ماء قراح . بعد مضي سنة على سجن محمد وإبراهيم طفلي مسلم علم السجان أنهما من بني هاشم ومن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، فأطلق سراحهما خفية وهربا ليلا ، وبسبب هذه الخدمة التي أسداها مشكور لطفلي مسلم بن عقيل استدعاه ابن زياد، وضربه خمسمائة سوط حتّى مات من أثر السياط.... التجأ الطفلان  إلى دار امرأة عجوز كان زوج ابنتها  في معسكر ابن زياد ويدعى الحارث. وكان هذا الرجل يطارد اثارالطفلين طمعا في الجائزة ، وعاد إلى داره ليلاً و علم بوجود الطفلين في داره، فأخذهما صباحاً إلى جانب الفرات و ضرب رقبتيهما وألقى جسديهما في النهر .. وأخذ راسيهما إلى ابن زياد لينال الجائزة - لكن ابن زياد أمر بقطع رقبته في نفس الموضع الذي قتل فيه الطفلين .. هذه الاحداث  واستشهاد الطفلين كانت  في اليوم الثالث من شهر ذي الحجة سنة 62 للهجرة ..
وللطفلين مرقد عظيم يزوره القاصي والداني من شتى بقاع الارض ويقع  مرقدهما الطاهر في منطقة تسمى منطقة  اولاد  مسلم  وتقع على بعد حوالي ثلاثة كيلو مترات شرقي مدينة المسيب الواقعة على الضفة الشرقية من نهر الفرات والتي تبعد حوالي عشرين كيلو مترا  عن مدينة كربلاء المقدسة  ..

ام سلمة


هي زوجة وحبيبة  رسول الله محمد المصطفى صلى الله عليه وآله  وسلم .وكانت من السابقين للدخول في الإسلام ومن اوائل المهاجرين إلى الحبشة. اتصفت برجاحة العقل وتعد من جملة النساء  الحكيمات في عصرها، اسمها هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة. أمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة كانت قبل رسول الله (ص) عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمها، وكان من كبار الصحابة، رزقت منه عمر ودرة وسلمة وزينب ربائب رسول الله (ص) وكانت من أول المهاجرين هي وزوجها إلى المدينة .. جرح زوجها في معركة أحد ثم استشهد....فتزوجها النبي(ص) قبل معركة الأحزاب "و لمّا ولد الامام  الحسين كفلته أُم سلمة"
بقيت أمّ سلمة (رض) من بعد وفاة الرسول الاعظم  صلى الله عليه وآله ، من اشد محبي أهل بيت النبوة ..ثم صارت فيما بعد ذلك من أشد المعارضين لمعاوية، وبعثت إليه كتابا شديد اللهجة عابت عليه فيه سبّه لأمير المؤمنين عليه السلام. واتخاذه سنة شتم اهل البيت على المنابر ..وكانت هذه المرأة الجليلة من رواة الحديث عن  رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
قالت للامام الحسين عليه السلام قبل أن يتوجه إلى كربلاء .."يا حسين  لا تحزني بخروجك الى العراق فاني سمعت جدك رسول الله  يقول :يقتل ولدي الحسين بارض العراق في ارض يقال لها كربلا.. وعندي تربتك في قارورة دفعها الي النبي  صلى الله عليه وسلم "فاجابها الحسين عليه السلام .. يا اماه وانا اعلم اني مقتول مذبوح .. والقصة طويلة ..تدمي القلب  ..
أودعها الامام الحسين عليه السلام  عَلَم" راية " وسلاح النبي وودائع الإمامة لكي لا تضيع وكانت المطالبة بها دليل الإمامة وقد سلّمتها السيدة الجليلة ام سلمة للإمام علي بن الحسين ...  السجاد عليه السلام، وهذا يدل  على رفعة مكانتها عند أهل بيت النبوة عليهم السلام .
كان لدى أم سلمة اطّلاع مسبق من رسول الله صلى عليه وآله عن واقعة كربلاء.. إذ كان صلى الله عليه وآله يدرك وهذه من دلائل النبوة ان السيدة ام سلمة ستكون الوحيدة من نسائه التي تدرك الواقعة الاليمة في كربلاء  لذا  فقد أعطاها ترابا جعلته في قارورة وقال لها: متى ما رأيت هذا التراب صار دما فاعلمي أن ولدي الحسين قد قتل. فحفظت أم سلمة ذلك التراب في قارورة عندها وفي إحدى الليالي رأت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو مكتئب وعليه ثياب مغبرّة.. ، ونظرت الى القارورة حيث  صار التراب دماً، فاجهشت  بالبكاء واجتمع جيرانها وأخبرتهم بمقتل الحسين عليه السلام  ... وهذه القصة معروفة في الأخبار والروايات بحديث القارورة.
بعد واقعة كربلاء أقامت المآتم في المدينة على  سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام وشهداء كربلاء وكان بنو هاشم يسيرون لتعزيتها باعتبارها الوحيدة المتبقية من امهات المؤمنين زوجات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . توفيت السيدة أم سلمة بعد واقعة كربلاء ببضع سنوات وورد بعض الروايات  إنها توفيت عام 62 عن 84عاما ودفنت في مقبرة الباب الصغير في دمشق  ولها ضريح يزوره القاصي والداني من مشارق الارض ومغاربها  اكراما للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..وتم اعمار الضريح في زمن الخليفة العثماني  الغازي عبد الحميد ..

بوابة الساعات


باب الساعات او بوابة الساعات  او باب توما..اسم أحد ألابواب الشرقية لمدينة دمشق القديمة ..سمي اصلا بباب توما نسبة للقديس توما أحد رسل المسيح الإثني عشر حيث كانت دمشق مقصد ومنطلق للرسل والقديسيين على مر التاريخ.. بني أول مرة في عهد الرومان .. وإليه ينتهي طريق حلب والكوفة .. كانت بالقرب منه كنيسة حولت إلى مسجد بعد الفتح العربي لمدينة دمشق وترتفع على الباب مئذنة، كما توجد عند الباب  سوق صغيرة..
 أعيد بناء باب توما ايام  الملك الناصر داوود سنة 1228 م... كما أزيل المسجد الذي كان عند الباب في بداية الانتداب الفرنسي على سوريا،
يطلق عليه محبوا اهل البيت  بوابة الساعات ..وهو الباب الذي أُدخل منه سبايا أهل البيت ومعهم رأس الحسين عليه السلام  وباقي الرؤوس الشريفة.......ويرى بعض المؤرخين  أن سبب هذه التسمية هو وجود ساعة خاصة كانت فوق الباب وانا لا اميل الى هذا الراي فلم تكن الساعات معروفة في ذلك الزمن  .. وهناك رأي آخر وهو ان  قافلة سبايا اهل بيت المصطفى توقفت عنده لعدة ساعات بسبب شدة الازدحام و الاستعراض الذي كان يقوم به الجيش الأموي حيث  كان الناس مبتهجين ويقرعون الطبول ويرقصون فرحاً لوصول سبايا أهل البيت إلى هذا الباب -باب الساعات –ولذا أطلق محبي اهل البيت  على هذا الباب اسم باب الساعات.... ولا زالت بعض آثار البوابة باقية إلى اليوم ويقع باب توما في الوقت الحاضر في محلّة يسكنها الاخوة  المسيحيون بمدينة دمشق. وتبدو أكثرقدما وتخلفا واهمالا من سائر أحياء المدينة..
هنك رواية اخيرة تقول ان بوابة الساعات  احد بوابات قصر يزيد اللعين  وقد اوقف ركب السبايا  وكرائم النبوة  لاكثر من  ثلاث ساعات قبل ان يعرضوا على يزيد  لذا سمي بباب الساعات.

الشمر بن ذي الجوشن

في  البداية لابد من الاشارة الى ان معظم  اتباع مدرسة اهل البيت  يعتقدون ان من حز رأس الامام الحسين هو الشمر بن ذي الجوشن الضبابي  وهو خطأ فادح حيث تذكر  المصادر التاريخية للمسلمين على اختلاف مشاربهم    بأن من حز راس الامام الحسين هو سنان بن انس النخعي وحتى اغلب اصحاب المنابر لم يتطرقوا  لهذه الحقيقة حتى لا يخالفوا ماتعارف عليه العامة من الناس بأن الشمر هو من قطع رأس الامام ...

حيث كان من أعراف العرب في الحرب ان من يحز رأس خصمه هو من ينال الجائزة وهو أحق بها من غيره حيث انشد سنان بن انس امام خيمة عبيد الله بن زياد في موقع النخلة وهو يحمل رأس الامام الحسين إشارة إلى أنه هو من حز الراس الشريف.

إملاء ركابي فضتا او ذهبا

 اني قتلت السيد المحجبا

قتلت خير الناس اما او ابا

على العموم .. يعتبر الشمر أحد اقسى القادة في الجيش الاموي الذي حارب الحسين وكان من جملة قتلته....  

اسمه شرحبيل وكنيته "أبو السابغة". وهو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن. وكان للحقيقة  رجلا شجاعا شارك في معركة صفين إلى جانب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام. ثم سكن الكوفة ودأب على رواية الحديث. وقد تمكنت السلطة الاموية من استمالته الى جانبها عن طريق استخدام الاغراءات المادية ..

كان رجلا مجدورا وسيء السيرة. ورد اسمه في زيارة عاشوراء ملعونا "لعن الله شمرا". وقد كان دوره في احداث الطف  من اخبث الادوار حيث حاول تفتيت معكسر الحسين عن طريق استمالة العباس واخوته  اولاد ام البنين والحصول على امان لهم من ابن زياد لقرابته معهم .. ولكنهم وقفوا ذلك الموقف المشرف الى جانب  اخيهم الحسين رافضين كل المغريات  ولما تردد عمر بن سعد  في مواجهة الحسين، توجه شمر إلى كربلاء حاملا كتابا من ابن زياد إلى ابن سعد يخيّره فيه بين حسم الأمر أو ترك قيادة الجيش إلى شمر بن ذي الجوشن.

ولكن ابن سعد قرر المواجهة وحسم الامر ...

تولى شمر في يوم الواقعة قيادة ميسرة الجيش. وبعد انتهاء الواقعة وفي اللحظات الأخيرة من حياة الإمام الحسين عليه السلام ، حرض هذا المجرم  جماعته على مهاجمة جسد الحسين  حين كان ملقيا على الارض. وكان من ضمن قتلته وقام بعدها بأخس واقذر اعماله الهجوم على خيام أهل البيت  والمساهمة في احراقها وتشريد النساء والاطفال من العتره الطاهرة للرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. وفيه قال الحسين عليه السلام قولته المشهورة "إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم" ..

وبعد انتهاء المعركة وقيام الرعاع بقطع رؤوس اتباع واصحاب الحسين عليه السلام كان نصيبه من رؤوس الشهداء 12 رأسا جاء بها الى عبيد الله بن زياد في الكوفة ...لعنة الله عليه...

بعث معه عبيد الله بن زياد السبايا و رأس الإمام الحسين إلى يزيد في الشام، ثم عاد إلى الكوفة. وبعد ثورة التوابين و خروج المختار هرب شمر بن ذي الجوشن لعنه الله  من الكوفة. فأرسل المختار غلامه مع جماعة في طلبه.. فقتل شمر غلام المختار وفرَّ نحو "كلتانية" من قرى خوزستان. فسار جماعة من جيش المختار بقيادة "أبي عمرة" لقتاله، وقُتل الشمر في المعركة التي دارت بينهما..وجاء في مصادر أخرى أنه قبض عليه بعد خروج المختار..

السيدة رقية

تمر علينا في الخامس من صفر  ذكرى وفاة السيدة رقية بنت الحسين عليها السلام على اصح الروايات .. والسيدة رقية هي  بنت الإمام الحسين عليه السلام ... امها  السيده ام اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ... ولدت في المدينة عام 57  للهجرة وتوفيت في خربة  الشام  في الخامس من صفر عام 61 هجريه ، وكان لها من العمر أربع سنوات..
كانت السيدة رقيه عليها السلام  برفقة القافلة التي سارت من المدينة المنورة  نحو كربلاء ،وشهدت واقعة الطف .. وبعد انتهاء المعركة أخذت مع سبايا آل بيت المصطفى  الى الكوفه ومنها الى الشام حيث قصر اللعين يزيد ... وفي خربة  الشام حيث القوا ..رأت أباها ليلة في المنام ، وبعد اليقظة أخذت تصرخ وتبكي  طالبة أباها الحسين عليه السلام  ، فبلغ الخبر يزيد صراخها ، فأمر أن يأتوها برأس أبيها  ويرموا به في حجرها ، ولما جاؤها به تألمت أكثر لذلك الموقف ولم يتحمل عمرها الغض هذا المنظر  فشهقت شهقة  ماتت على اثرها  في خربة الشام (التي وضع فيها أهل البيت حينذاك) فقام الامام علي بن الحسين .. زين العابدين .. وسيد الساجدين عليه السلام بدفنها في مكانها الحالي والذي اصبح مزارا للمؤمنيين ..
من التقاليد المتعارف عليها في مثل هذه الايام  اقامة  مجالس العزاء النسائية  وتهيئة ما يسمى صينية رقية .. حيث غالبا  ما تنذر من لها حاجة عند الله  اذا ما قضيت حاجتها بأذن الله وببركة المجلس وببركة اهل بيت النبوة و هذه الطفلة المظلومة  السيدة رقية عليهم السلام .... ان تقوم بخدمة المجلس وبتهيئة صينية تسمى صينية رقية ...والحاجات التي في الصينية هي عبارة  العاب بسيطة ... لطفلة في سن رقية  .. مواساة لها  ولطفولتها البريئة التي سرقها الطغاة وشذاذ الافاق .. اعداء آل بيت المصطفى ..  وهذه الالعاب توزع على الحضور في نهاية المجلس..
إن صغر سن هذه الطفلة ، ورقة عواطفها وكيفية وفاتها ودفنها تثير الحيرة والألم في النفوس ، فان لها منزلة عظيمة و مكانة خاصة في قلوب المسلمين عامة و محبي اهل بيت النبوة  منهم خاصة .. كما تبين هذه الحادثة مدى فظاعة و قسوة السلطة الاموية ممثلة بيزيد الذي لم يرف له جفن ولم يرق له قلب لبكاء طفلة صغيرة لم تبلغ الخامسة من العمر ولا ذنب لها الا كونها سليلة الشرف والعفة .. سليلة  بيت النبوة  ...
لضريح هذه الطفلة المظلومة  الآن بناء ضخم يزوره الموالين لأهل البيت.. ويقع موضع دفن السيدة رقية عند سوق قديم يبعد 100 متر او اكثر  قليلا عن المسجد الأموي في دمشق في حي العمارة الجوانية داخل باب الفراديس في مدينة دمشق القديمة ... وقد بني عدة مرات حيث جدد  ورمم وتمت توسعة البناء سنة 1864ميلادية بعد ان وصلت مياه النهر الى الضريح الشريف وكادت ان تتسبب في تلفه .. واعيد بناءه وتوسعته  بشكل جذري عام 1985.. بطراز معماري  حديث ...

روايات حول السيدة زينب

عندما نشرت قبل ايام موضوعا حول السيدة زينب الحوراء عليها السلام .. كنت اتمنى الاطالة لاني احب ان اتحدث عن سيدتي  زينب  ولكنى اثرت الاختصار حتى لايتيه المتلقي في متاهات الاراء ولكن تساؤل لاحد الاخوة حول الاختلاف في مكان مرقدها الشريف و سبب خروجها من المدينه  جعلني اخصص هذه الحلقة لطرح الاراء المختلفة حول الموضوع .. انا شخصيا  اميل الى ان سبب خروجها الى الشام هو حصول المجاعة  في المدينة وكذلك للحاق بزوجها عبد الله بن جعفر في الشام.. ولا اميل نهائيا  الى الرأي القائل بخروجها بناء على اوامر السلطة الامويه لسببين اولهما لان ليس من مصلحة السلطة الاموية وجود زينب في مركز الخلافة والسلطة في  الشام.. وثانيهما انها سلام الله عليها ليست ممن تتخذ قراراتها بناء على اوامر السلطة فهي بنت علي بن ابي طالب  واخت الحسين عليهم السلام وهي من كان صوتها مجلجلا في مجلس يزيد
التل الزينبي  في كربلاء
  القول المشهور أن ولادة زينب بنت علي كانت في الخامس من جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة،  وتوجد أقوال تاريخية أخرى في تحديد يوم ميلادها، ولكن هذه الأقوال غير معتبرة.
هناك قولان في معنى كلمة زينب. الأول أن "زينب" كلمة مركبة من زين وأب. أما الثاني فهو أن "زينب" كلمة بسيطة وليست مركبة، وهي اسم لشجرة أو وردة. وهذا ما صرح به  الفيروزآبادي في القاموس المحيط، بقوله: ”الزَّيْنَبُ: نبات عشبيٌّ بصليّ معمّر من فصيلة النرجسيات، أزهاره جميلة بيضاء اللون فوّاحة العرف، وبه سُمِّيت المرأة“.
تُكنى زينب بـ”أم الحسن“ و”أم كلثوم“.واكثر القابها شهرة”العقيلة“، والعقيلة وصف لها وليس اسماً، فيقول أبو الفرج الأصفهاني: ”العقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك، فقال: حدثتنا عقيلتنا زينب بنت علي“.
وللعقيلة معاني عديدة في اللغة، فمنها: المرأة الكريمة، والنفيسة، والمُخَدَّرة. ويقول ابن منظور في لسان العرب: ”عقيلة القوم: سيدتهم، وعقيلة كل شيء: أكرمه“. وكما يقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط: ”العَقِيلَةُ: الكريمة من النساء
كما انتشر عدد من الألقاب لزينب، منها: زينب الكبرى.. الحوراء. أم المصائب.. الغريبة. العالمة غير المعلمة. الطاهرة.جبل الصبر ..وغيرها
اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في سنة 62 هـ، لكن ذهب آخرون إلى أن وفاتها سنة 65 هـ، بالرغم من الاتفاق أن وفاتها كانت في يوم 15 رجب. وذكر الكثير من المؤرخين وسير الأخبار بأنها توفيت ودفنت في دمشق, وهناك رأي آخر على أنها دفنت في القاهرة رغم انه لا يوجد أي كتاب لمزارات مصر يدل على وجود قبر لزينب في مصر كما دلت على قبر السيدة نفيسة وكذا رأي الإمام الشافعي الذي زار قبر السيدة نفيسة .. يرجح المؤرخين  إلى ان قبر السيدة زينب في القاهرة هو قبر السيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
مسجد وضريح السيدة زينب  الكبرى في مصر
الرواية المصرية على ما ذكره العبيدلي في أخبار الزينبيات: أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق والي المدينة ، فكتب إلى يزيد فأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء ... ارحلي إلى بلد آمن، ثم اجتمع نساء بني هاشم وتلطّفن معها في الكلام، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري وأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً،وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري بالقاهرة. والذي هو اليوم مسجد السيدة زينب..
مرقد السيدة زينب  في الشام
وفي الحي الذي يحمل اسمها .. حي السيدة زينب  .. وهي رواية ضعيفة جدا ... فيما تشير ارجح الروايات أخرى إلى أن زوجها عبد الله بن جعفر الطيار رحل من المدينة، وانتقل مع زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها راوية وقد توفيت زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها والمنطقة معروفة الآن بالسيدة زينب وهي من ضواحي دمشق.

الشام


تطلق كلمة الشام على أرض فلسطين، وسوريا، ولبنان، والأردن وما جاورها، وتسمى كذلك بالشامات. فُتحت هذه البلاد في صدر الإسلام وكان الوالي عليها في  عهد الخليفة ابي بكر الصديق هو يزيد بن ابي سفيان شقيق معاوية .. وبعد وفاة يزيد بن ابي سفيان  في عهد الخليفة عثمان بن عفان كان معاوية بن ابي سفيان هو الوالي عليها، وفي عهد خلافة  الامام علي عليه السلام تمرد معاوية على حكم الامام علي بن ابي طالب عليه السلام . واصبحت  دمشق مركزا  للأمويين ..وعاصمة لهم بعد ذلك  ... كان أهل الشام يضمرون لعلي عليه السلام  العداء وخاصة في عهد معاوية، ويعزى سبب ذلك الى الدعايات الواسعة التي كان يشنها معاوية والأمويون ضد علي عليه السلام وبني هاشم. وبما أنهم كانت لهم الهيمنة المطلقة على تلك البلاد فقد أوغروا صدور أهاليها ضد آل البيت، وزرعوا في قلوبهم العداء لهم.واصبح شتم الامام علي  عليه السلام على المنابر سنة من سنن الامويين لاكثر من خمس وثمانون سنة حتى جاء الخليفة عمر بن عبد العزيز وابطل هذه السنة .. كل هذا  تسبب في استشراء العداء بين الشاميين والعراقيين وأدى الى عدم انصياع ولايات وأهالي العراق فيما بعد  لحكومة دمشق.
بعد استشهاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة أخذ رأسيهما الى الشام حيث مقر حكومة يزيد... وبعد واقعة كربلاء رفعت رؤوس الحسين عليه السلام والشهداء على الرماح و سُبي أهل البيت الكرام ، وسيرت الرؤوس  والنساء والصبيان وعيالات الحسين  عليه السلام  الى الكوفة ومنها الى الشام...
كان في مدينة دمشق قرب المسجد الجامع سوق يسمى سوق الشام ، وبقاياه يسمى اليوم بـ"سوق الحميدية". ومن المشهور أن ابن زياد ساق عيال سيد الشهداء من بعد واقعة كربلاء كسبايا وسيّرهم من الكوفة إلى الشام. وأمر يزيد بإضاءة وتزيين بلاد الشام، وأن يطاف بعائلة الإمام الحسين في الأزقة والأسواق. ومن جملة الأماكن التي سير فيها السبايا هو سوق الشام الذي احتشدت على جانبيه جموع غفيرة من الناس للتفرّج على سبايا آل الرسول صلى الله عليه وآله.
يصل طول هذا السوق اليوم إلى خمسمائة متر وعرضه عشرة أمتار، ويتألف من طابقين، ويعود تأريخ بنائه إلى العهد العثماني. ويبتدئ سوق الشام من شارع عريض يقع إلى الغرب منه وينتهي بساحة تقع مقابل المسجد الأموي . . . والمسافة الفاصلة بين آخر عمود إلى الساحة المقابلة للباب الغربي للمسجد الأموي تقارب 30 مترا، ويبدو أن سبايا بيت العصمة والنبوة قد دخلوا المسجد من هذا الباب..
خلّف سفر أهل البيت الى بلاد الشام مرارة في قلوبهم، ولاقوا فيها أشد المصائب والمشاق. ولما سئل الإمام السجاد عليه السلام أي المصائب كانت أشد عليكم في واقعة الطف ؟ قال ثلاثا: "الشام ، الشام ، الشام".
، وأدخلوهم على يزيد هناك وأبقوهم في دمشق عدة أيام، وفيها تحدث الإمام السجاد وزينب عليهما السلام في مجلس يزيد وكشفا حقيقة أفعاله ..
لكلّ من السيدة زينب ورقية عليهما السلام ضريح في الشام يزوره محبوا اهل بيت النبوة  ضريح رقية قرب الجامع الأموي في دمشق، وضريح زينب في حي الزينبية خارج دمشق ..

خولة بنت الحسين

عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك وعلى قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي الألف وخمسمائة متر مربع يقع هذا المقام المنسوب إلى طفلة للإمام الحسين (عليه السلام) اسمها  السيدة خولة .. بناء على طراز هندسي إسلامي جميل، تعلوه هذا قبّة كبيرة ومنارتان عاليتان جميعها مكسوّ بزخارف بديعة، اضافة الى  وجود شجرة سرو ضخمة منذ مئات السنين، وهي تزيد المكان جلالاً ورونقاً.ويقصد المشهد زوّار كثر من لبنان ومن خارجه، محبّة وتعظيماً لجهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته..
رغم  أن المؤرخين لم يذكروا أنه كانت للإمام الحسين (عليه السلام) بنت اسمها خولة كما اختلفوا أيضاً في عدد بناته ورغم اننا لم نجد له ذكرا في كتب الرحالة  فإن الروايات الشعبية المتناقلة تؤكد نسبة هذا المشهد إلى بنت للإمام الحسين (عليه السلام) تدعى خولة، توفيت في هذا المكان حيث كانت ضمن ركب السبايا الذي مرّ في بعلبك وهو في طريقه إلى دمشق..
المقام بناه لأول مرة الهمدانيون الموالون للإمام علي عليه السلام , والذين كانوا ينتشرون في المنطقة , وتم اكتشافه اولا  ايام المتصوّفة والذين حافظوا عليه ايام سيطرة الحنابلة على المدينة .. وهذا ما يؤكّده الأب رزنفال اليسوعي المتخصص في الكتابات الشرقية القديمة والذي نشر في العام 1900 في مجلة المشرق التابعة للرهبنة اليسوعية , شاهد قبر غير مكتمل مهشم عند أطرافه اكتشف في المكان الذي يقع فيه مقام السيدة خولة يعود للحقبة التي سيطر فيها الحنابلة على المدينة .. تم تدمير المرقد من قبل المماليك خلال حملتهم على بلاد الشام ... وفي سنة 1688 تم اعادة بناء المرقد والذي دمر جزء كبير منه الزلزال الذي ضرب بعلبك عام 1759م ..واندرس وطواه الاهمال والتناسي ..
في نهايات القرن التاسع عشر  ... وفي المكان الذي يوجد فيه المشهد، كان هناك  بستان لرجل بعلبكي.. ووفق الرواية التي يتوارثها ابناء بعلبك أبّا عن جدّ   فان طفلة أتته في المنام وقالت له: أنا خولة بنت الحسين (عليه السلام) مدفونة في بستانك، وعيَّنت له المكان، وطلبت منه تحويل  ساقية المياه عن ضريحها لان المياه تؤذيها ..، لكن الرجل لم يلتفت للأمر، وعاودته في المنام ثانية وثالثة، وتوعّدته إن أبطأ في تنفيذ الأمر. عندها اتصل الرجل بنقيب السادة من آل مرتضى في بعلبك، وقصّ عليه المنام فذهب السيد مع مجموعة من الرجال وحفروا المكان، واستخرجوا جثة ما تزال غضّة، ونقلوها إلى مكان لا تتسرب إليه المياه وشيدوا قبّة على الضريح الذي تحوّل بعد ذلك إلى مزار وقد آرخ لذلك الشيخ صادق زغيب بأبيات من الشعر سنة 1891 م وقد جدّد بناءه قائمقام بعلبك التركي (إسحق رومي) سنة  1897م، كما هو مثبّت على لوحة منقوشة على مدهل المرقد ..
خط سير موكب السبايا  وكما تروي كتب السير تؤكد انهاحطت برأس العين، ثم بدير يعرف بدير العذارى القريب من قلعة بعلبك الشهيرة.. اضافة الى لوحة الرحالة الانكليزي روبرت وود الذي زار بعلبك ورسم مشهد بانورامي للقلعة ظهر فيها مقام خولة (ع) وكان ذلك في العام 1757م ووجود مخطوطة مؤرخة في العام 1785 م تدعو إلى إعادة اعمار المقام .اضافة الى الوثيقة المهمة  وهو شاهد قبر خولة والذي نشره الأب رزنفال اليسوعي.. وادله اخرى تأخذنا الى جانب وجود شخصية السيدة خولة .. فيما يسحبنا الى جانب آخر  المؤرخين وكتب السير ومذكرات الرحالة والتي لم تتطرق الى هذه السيدة  .. بل حتى خطباء المنبر الحسيني والمنشدين  لم  تاتي السيدة خولة  على السنتهم الا ما ندر  ..
مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوت  يقول انه لم يشتهر للحسين وجود بنت اسمها خولة .. وليس للموضوع من اساس فقهي وتاريخي .. وانا ايضا  اميل الى هذا الرأي ..

مأذنه العبد


قبل ان نبدأ الموضوع لا بد ان نشير ان اللوحة المرفقة مع الموضوع هي بريشة الرسام البريطاني  روبرت كلايف  .. رسمها عام 1852 ضمن كتابه لوحات من الخليج الفارسي الى البحر الأسود وهو من مقتنيات الدكتور محمد مكية والتي عرضت للبيع في مزاد سوثبير في لندن مؤخرا  ويضم 24 لوحة ملونة من الحجم الكبير ..
ربما لا يعرف عتها الجميع .. هي المنارة الاولى من منائر مرقد الامام الحسين في كربلاء  واحد ثلاث منارات كانت تنتصب في الصحن الشريف لغاية عام 1935 ميلادية ..بنيت هذه المأذنة عام 767 هـ ..1365 م  في القرن الرابع الهجري ..  من قبل  والي بغداد ايام الدولة الجلائرية .. امين الدين مرجان وهو..  مؤسس جامع مرجان والمدرسة المرجانية وخان مرجان في بغداد حيث حصل نزاع بينه وبين السلطان الجلائري .. اويس الجلائري .. فتمرد مرجان على السلطة انذاك فاصدر السلطان اوامره بتسيير جيش جرار نحو العراق لازاحة الوالي مرجان  واخماد التمرد، ..وجد مرجان نفسه امام خطر عظيم ، فما كان منه الا ان توجه صوب كربلاء المقدسة  والتجأ الى الحرم الحسيني المطهر . حيث ان كربلاء المقدسة في تلك الحقبة كانت تدار من قبل اهلها دون اي تدخل من الدولة او من اي بلد او مملكة، وكان يتم تسيير وادارة شؤونها بالتعاون بين الاسرتين العريقتين وهما آل فائز وآل زحيك العلويتين، كما كانت لهما النقابة والسدانة وشرف خدمة الزائرين.
 عندما حل الوالي اللاجئ .. مرجان في كربلاء المقدسة اقام الصِلات والعلاقات مع علماء الدين الاجلاء والفضلاء ووجهاء المدينة، واول عمل قام به هو بناء مأذنة في الصحن الحسيني الشريف حيث كان الصحن يخلو من اي مأذنة، وكانت تتوسطه فقط  القبة الذهبية لمرقد الامام الحسين عليه السلام ، كما بنى بالقرب من المأذنة جامعاً كبيراً كان يقضي معظم وقته معتكفا في هذا الجامع ويقع جوار مرقد الامام الحسين (ع).، واجرى على المأذنة والجامع  اموالا كبيرة من ريع املاكه في بغداد وعين التمر والرحالية.. هذا الانجاز وتدخل اهالي كربلاء والحكماء كان من شأنه تغيير موقف السلطان الجلائري تجاه مرجان  فأمر باحضاره وتكريمه وابقاه واليا على بغداد،
سميت هذه المأذنة بمأذنة العبد وتقع هذه المأذنة
  في الزاوية الشرقية من الجهة الشمالية للصحن الشريف قريبا مما يسمى حاليا بمنطقة ما بين الحرمين  وكان ارتفاعها يبلغ اربعين مترا، تكسوها النقوش الجميلة التي رسمت بالكاشي الكربلائي يقول المؤرخون  انها كانت مأذنة رائعة .. اعظم وافخم من كل المآذن الموجودة في العتبات المقدسة في العراق، و تعد الثانية بعد (الملوية) في سامراء.
عندما رأى السلطان الجلائري ماناله الوالي من شهرة واسعة ببنائه هذه المأذنة قرر اجراء اصلاحات واسعة في الروضة الحسينية المقدسة، واستمر في بناء وترميم واصلاح الروضة الحسينية المطهرة حتى وافاه الاجل عام 774 هـ فتولى مواصلة بناء الروضة الحسينية ابنه السلطان احمد بن اويس الجلائري. حيث تم في عهده تم بناء المأذنتين الموجودتين حاليا في الحرم الحسيني الشريف وذلك سنة 786 هـ - 1384 م، اي من بعد تسعة عشر عاما على بناء مأذنة العبد.
وبالرغم من بناء المأذنتين، فان مأذنة (العبد) ظلت شامخة وسط الصحن الحسيني الشريف، و اصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ مدينة كربلاء والموروث الشعبي حيث اصبح الناس يروون عنها القصص والروايات والاساطير، ومنها ان زنجيا قد القى بنفسه من اعلى المأذنة منتحرا، فسميت هذه المأذنة باسمه.. والرواية الشعبية الاخرى ان زنجيا شحّاذا جمع المال من الشحاذة وبنى به المأذنة!.
في عام 1935 وفي زمن حكومة ياسين
  الهاشمي تم استقدام  خبير مصري للتحقق من صلاحية هذه المأذنة، وهذا الخبير المأجور بدوره اصدر تقريرا مزيفا بان المأذنة منحنية وآيلة الى السقوط وبعد تقديم التقرير الى مديرية الاوقاف صدرت الاوامر بازالة المأذنه من قبل حكومة ياسين الهاشمي  الذي لم يكترث بنداءات المعارضة والاستنكار في كربلاء وتم الاستيلاء على موقوفاتها من الاموال  في سابقة خطيرة . وذلك عام 1935 بعد ان مضى على تشييدها نحو ستة قرون من الزمن

الرباب

الرباب بنت امرئ القيس
هي زوجة وحبيبة  الإمام الحسين (عليه السلام) .. هي ام سكينة عقيلة قريش   وعبد الله الطفل الرضيع .. هي  الرباب بنت امرىء القيس .... اُمّها  هند الهنود بنت الربيع ...والدها وأعمامها من وجوه الجزيرة العربية..
توصف بانها من خيار النساء  واكثرهن عبادة وتميزت بالشعر والادب ...كان ابوها امرؤ القيس نصرانيا من عرب الشام أسلم في خلافة عمربن الخطاب  فولاه على قومه من قضاعة ... وخطب الامام علي بن أبي طالب ابنته الرباب لابنه الحسين فزوّجه إياها ...
عندما قرّر الإمام الحسين ( عليه السلام ) التوجّه إلى العراق رافقته السيدة الرباب وكانت قريبة منه تشاركه المحنة وتقف إلى جانبه مع عقيلات البيت الهاشمي حيث عاشت مآسي الطفّ وما تبعها من محن وآلام .. وكانت اقسى الامها هو فقدها طفلها الرضيع والذي قتل بلا أي ذنب  ، لقد صبرت السيدة (الرباب) على ألم فقده واحتسبته عند الله حتى سجل صبرها أعظم الصور الإنسانية والتي الهمت الكتاب والشعراء  الذين نظموا أروع القصائد التي تحكي ألم الأم الثكلى التي تناغي طفلها الرضيع وتهزّ مهده الخالي ولا تهدأ لوعتها على فقده . وكانت الصاعقة الاخرى هو استشهاد زوجها الامام الحسين عليه السلام ...
 بعد استشهاد الامام الحسين  و انتهاء المعركة أُخِذت الرباب مع السبايا إلى الكوفة ثم إلى الشام حيث تعرّضت إلى معاملة  قاسية من قبل جنود بني امية والذين كانوا يبالغون في تعذيب السبايا من آل الرسول والتنكيل بهم .
بعد رجوعها إلى المدينة يروى أنها لم تستظل بسقف .... وخطبها الأشراف والأثرياء فامتنعت رغم ضغطهم عليها وعلى أهلها وكانت تردّ عليهم بذلك الجواب الذي يبيّن مدى حبها ووفائها للإمام الحسين (عليه السلام )" ما كنتُ لأتخذ حمواً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ووالله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقف أبداً"..
لم تبقَ السيدة (الرباب) في المدينة سوى بضعة شهور حتى عادت إلى العراق ، وأقامت عند قبر الحسين (عليه السلام ) سنة كاملة تبكيه وترثيه كما يروي المؤرخين ، وبعد سنة على مكوثها جوار القبر الشريف طلب منها بعض رجال بني هاشم العودة إلى المدينة ؛ لأن المرض أخذ منها مأخذاً عظيماً  فعادت إلى المدينة ولكنها لم تتوقف عن البكاء والنوح على الإمام بالرغم من محاولات بني أمية منعها حيث اتخذت من الرثاء  وسيلة لفضح الامويين وما قاموا به من أعمال إجرامية ووحشية ضد الإمام وأهل بيته في معركة الشرف والإباء .
وبلغ إخلاص الرباب  وحبها ووفائها  أنها بقيت تنعى الإمام الحسين بقلب جريح ودمع جارٍ حتى وافاها الأجل بعد عام من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام ) كما يذكر اغلب المؤرخون ....

التوابين وثورة المختار

بداية ..ارجو المعذرة اذا ماكنت قد قصرت او اثقلت عليكم في هذه الليالي الاربعين اضافة الى العشرة الاوائل من المحرم .ما قدمته لكم ما هو الا جهد متواضع  . من بطون الكتب . ليس لي  فيه فضل فيه ولا ارجو منه الا رضا الله عز وجل وشفاعة النبي محمد وآله الطيبين الطاهرين يوم الحساب .
التوّابون..اسم أطلق على طائفة من محبي اهل البيت من  اهل  الكوفة قاموا بالثورة  للمطالبة  بثأر الحسين عليه السلام واختاروا سليمان بن صرد الخزاعي"أميرا للتوابين". وقائدا للثورة وهو من وجهاء الكوفة. اسمه في ايام الجاهلية يسار وسمّاه الرسول صلى الله عليه وآله باسم "سليمان" وكنيته أبو مطرف. وهو من صحابة النبي(ص)، وقاتل في صفّين وغيرها إلى جانب أمير المؤمنين.. وقف إلى جانب مسلم بن عقيل عند قدومه الى الكوفة ، لكن ابن زياد ألقاه في السجن لذا لم يحظ بالمشاركة في معركة الطف.
في الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 65 هجريه توجه التوابون  إلى قبر الامام الحسين عليه السلام ، فلما وصلوا صاحوا صيحة واحدة " يا رب إنا خذلنا ابن بنت نبيّنا فاغفر لنا ما مضى ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وارحم حسينا وأصحابه الشهداء الصديقين ، وانا نشهدك يا رب انا على مثل ما قتلوا عليه . فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ".. وسارت كتائبهم حتى انتهت الى عين الوردة ، وزحفت إليهم جنود الشام وجرت بينهما أعنف المعارك وأشدها ضراوة . واستشهد امير التوابين سليمان بن صرد وكان عمره 93 سنة وجمع من قادتهم كالمسيب بن نجبة ، وعبدالله بن سعد الأزدي ، وعبدالله بن وائل ، ورفاعة بن شداد ولما رأت بقايا التوابين أن لا قدرة لهم على مقابلة أهل الشام تسربوا  في غلس الليل الى الكوفة وارسل راس سليمان بن صرد الخزاعي إلى مروان بن الحكم في الشام..
بعد هذه الثورة بعام .. خرج المختار ..والمختار بن أبي عبيدالله الثقفي قائد عسكري ولد في الطائف في السنة الأولى للهجرة، أبوه أبو عبيد الثقفي قائد المسلمين في معركة الجسر، أسلم أبوه في حياة الرسول وكان صحابياً جليلا..استشهد والده في اثناء معركة كبيرة مع الفرس من ضمن الفتوحات الاسلامية ..نشأ المختار في المدينة متأثرًا بالخليفة علي بن أبي طالب وأصبح من محبيه. وهو من المعروفين تاريخيا بمناصرة اهل بيت النبوة .
ثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي عام 66هـ بالكوفة بعد خمس سنوات من واقعة كربلاء. حيث طالب بدماء آل بيت المصطفى..وقتل جمعاً كبيرا ممن قاتلوا الامام الحسين بن علي  عليه السلام  أمثال عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد وحرملة بن كاهل وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم ممن ساهموا بقتل الحسين عليه السلام  ورض جسده الشريف.. وكان له ما اراد .. كان معروفًا بالشجاعة ..سيطر على الحكم بالكوفة بعد ان  بايعه جمع كبير من محبي اهل البيت في الكوفة ،وتولى الحكم فيها. وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق 
استشهد المختار في الكوفة في الرابع عشر من رمضان عام 67 للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير ثم قطعت كفه وسمرت بمسمار إلى جانب المسجد، وقطع رأسه، ودفن في الكوفة قرب مسجدها ..
يعظم اتباع مذهب اهل البيت المختار وذلك لمطالبته بدم الإمام الحسين بن علي الإمام  عليه السلام والثار ممن ساهم بقتل العترة الطاهرة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم..

من هو اخر شهيد معركة الطف في كربلاء

  تحدثنا في احد ليالي الطف عن اخر شهداء الطف ممن قاتلوا تحت راية الامام الحسين عليه السلام .. ولكن هناك شخصيات  استشهدت بعد الواقعه ورغم عدم...