عندما نشرت قبل ايام موضوعا حول السيدة زينب الحوراء عليها السلام .. كنت اتمنى الاطالة لاني احب ان اتحدث عن سيدتي زينب ولكنى اثرت الاختصار حتى لايتيه المتلقي في متاهات الاراء ولكن تساؤل لاحد الاخوة حول الاختلاف في مكان مرقدها الشريف و سبب خروجها من المدينه جعلني اخصص هذه الحلقة لطرح الاراء المختلفة حول الموضوع .. انا شخصيا اميل الى ان سبب خروجها الى الشام هو حصول المجاعة في المدينة وكذلك للحاق بزوجها عبد الله بن جعفر في الشام.. ولا اميل نهائيا الى الرأي القائل بخروجها بناء على اوامر السلطة الامويه لسببين اولهما لان ليس من مصلحة السلطة الاموية وجود زينب في مركز الخلافة والسلطة في الشام.. وثانيهما انها سلام الله عليها ليست ممن تتخذ قراراتها بناء على اوامر السلطة فهي بنت علي بن ابي طالب واخت الحسين عليهم السلام وهي من كان صوتها مجلجلا في مجلس يزيد
القول المشهور أن ولادة زينب بنت علي كانت في الخامس من جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة، وتوجد أقوال تاريخية أخرى في تحديد يوم ميلادها، ولكن هذه الأقوال غير معتبرة.
هناك قولان في معنى كلمة زينب. الأول أن "زينب" كلمة مركبة من زين وأب. أما الثاني فهو أن "زينب" كلمة بسيطة وليست مركبة، وهي اسم لشجرة أو وردة. وهذا ما صرح به الفيروزآبادي في القاموس المحيط، بقوله: ”الزَّيْنَبُ: نبات عشبيٌّ بصليّ معمّر من فصيلة النرجسيات، أزهاره جميلة بيضاء اللون فوّاحة العرف، وبه سُمِّيت المرأة“.
تُكنى زينب بـ”أم الحسن“ و”أم كلثوم“.واكثر القابها شهرة”العقيلة“، والعقيلة وصف لها وليس اسماً، فيقول أبو الفرج الأصفهاني: ”العقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك، فقال: حدثتنا عقيلتنا زينب بنت علي“.
وللعقيلة معاني عديدة في اللغة، فمنها: المرأة الكريمة، والنفيسة، والمُخَدَّرة. ويقول ابن منظور في لسان العرب: ”عقيلة القوم: سيدتهم، وعقيلة كل شيء: أكرمه“. وكما يقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط: ”العَقِيلَةُ: الكريمة من النساء
كما انتشر عدد من الألقاب لزينب، منها: زينب الكبرى.. الحوراء. أم المصائب.. الغريبة. العالمة غير المعلمة. الطاهرة.جبل الصبر ..وغيرها
اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في سنة 62 هـ، لكن ذهب آخرون إلى أن وفاتها سنة 65 هـ، بالرغم من الاتفاق أن وفاتها كانت في يوم 15 رجب. وذكر الكثير من المؤرخين وسير الأخبار بأنها توفيت ودفنت في دمشق, وهناك رأي آخر على أنها دفنت في القاهرة رغم انه لا يوجد أي كتاب لمزارات مصر يدل على وجود قبر لزينب في مصر كما دلت على قبر السيدة نفيسة وكذا رأي الإمام الشافعي الذي زار قبر السيدة نفيسة .. يرجح المؤرخين إلى ان قبر السيدة زينب في القاهرة هو قبر السيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
الرواية المصرية على ما ذكره العبيدلي في أخبار الزينبيات: أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق والي المدينة ، فكتب إلى يزيد فأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء ... ارحلي إلى بلد آمن، ثم اجتمع نساء بني هاشم وتلطّفن معها في الكلام، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري وأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً،وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري بالقاهرة. والذي هو اليوم مسجد السيدة زينب..
وفي الحي الذي يحمل اسمها .. حي السيدة زينب .. وهي رواية ضعيفة جدا ... فيما تشير ارجح الروايات أخرى إلى أن زوجها عبد الله بن جعفر الطيار رحل من المدينة، وانتقل مع زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها راوية وقد توفيت زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها والمنطقة معروفة الآن بالسيدة زينب وهي من ضواحي دمشق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق