هي زوجة وحبيبة رسول الله محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .وكانت من السابقين للدخول في الإسلام ومن اوائل المهاجرين إلى الحبشة. اتصفت برجاحة العقل وتعد من جملة النساء الحكيمات في عصرها، اسمها هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة. أمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة كانت قبل رسول الله (ص) عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمها، وكان من كبار الصحابة، رزقت منه عمر ودرة وسلمة وزينب ربائب رسول الله (ص) وكانت من أول المهاجرين هي وزوجها إلى المدينة .. جرح زوجها في معركة أحد ثم استشهد....فتزوجها النبي(ص) قبل معركة الأحزاب "و لمّا ولد الامام الحسين كفلته أُم سلمة"
بقيت أمّ سلمة (رض) من بعد وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله ، من اشد محبي أهل بيت النبوة ..ثم صارت فيما بعد ذلك من أشد المعارضين لمعاوية، وبعثت إليه كتابا شديد اللهجة عابت عليه فيه سبّه لأمير المؤمنين عليه السلام. واتخاذه سنة شتم اهل البيت على المنابر ..وكانت هذه المرأة الجليلة من رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
قالت للامام الحسين عليه السلام قبل أن يتوجه إلى كربلاء .."يا حسين لا تحزني بخروجك الى العراق فاني سمعت جدك رسول الله يقول :يقتل ولدي الحسين بارض العراق في ارض يقال لها كربلا.. وعندي تربتك في قارورة دفعها الي النبي صلى الله عليه وسلم "فاجابها الحسين عليه السلام .. يا اماه وانا اعلم اني مقتول مذبوح .. والقصة طويلة ..تدمي القلب ..
أودعها الامام الحسين عليه السلام عَلَم" راية " وسلاح النبي وودائع الإمامة لكي لا تضيع وكانت المطالبة بها دليل الإمامة وقد سلّمتها السيدة الجليلة ام سلمة للإمام علي بن الحسين ... السجاد عليه السلام، وهذا يدل على رفعة مكانتها عند أهل بيت النبوة عليهم السلام .
كان لدى أم سلمة اطّلاع مسبق من رسول الله صلى عليه وآله عن واقعة كربلاء.. إذ كان صلى الله عليه وآله يدرك وهذه من دلائل النبوة ان السيدة ام سلمة ستكون الوحيدة من نسائه التي تدرك الواقعة الاليمة في كربلاء لذا فقد أعطاها ترابا جعلته في قارورة وقال لها: متى ما رأيت هذا التراب صار دما فاعلمي أن ولدي الحسين قد قتل. فحفظت أم سلمة ذلك التراب في قارورة عندها وفي إحدى الليالي رأت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو مكتئب وعليه ثياب مغبرّة.. ، ونظرت الى القارورة حيث صار التراب دماً، فاجهشت بالبكاء واجتمع جيرانها وأخبرتهم بمقتل الحسين عليه السلام ... وهذه القصة معروفة في الأخبار والروايات بحديث القارورة.
بعد واقعة كربلاء أقامت المآتم في المدينة على سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام وشهداء كربلاء وكان بنو هاشم يسيرون لتعزيتها باعتبارها الوحيدة المتبقية من امهات المؤمنين زوجات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . توفيت السيدة أم سلمة بعد واقعة كربلاء ببضع سنوات وورد بعض الروايات إنها توفيت عام 62 عن 84عاما ودفنت في مقبرة الباب الصغير في دمشق ولها ضريح يزوره القاصي والداني من مشارق الارض ومغاربها اكراما للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..وتم اعمار الضريح في زمن الخليفة العثماني الغازي عبد الحميد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق