تمر علينا في الخامس من صفر ذكرى وفاة السيدة رقية بنت الحسين عليها السلام على اصح الروايات .. والسيدة رقية هي بنت الإمام الحسين عليه السلام ... امها السيده ام اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ... ولدت في المدينة عام 57 للهجرة وتوفيت في خربة الشام في الخامس من صفر عام 61 هجريه ، وكان لها من العمر أربع سنوات..
كانت السيدة رقيه عليها السلام برفقة القافلة التي سارت من المدينة المنورة نحو كربلاء ،وشهدت واقعة الطف .. وبعد انتهاء المعركة أخذت مع سبايا آل بيت المصطفى الى الكوفه ومنها الى الشام حيث قصر اللعين يزيد ... وفي خربة الشام حيث القوا ..رأت أباها ليلة في المنام ، وبعد اليقظة أخذت تصرخ وتبكي طالبة أباها الحسين عليه السلام ، فبلغ الخبر يزيد صراخها ، فأمر أن يأتوها برأس أبيها ويرموا به في حجرها ، ولما جاؤها به تألمت أكثر لذلك الموقف ولم يتحمل عمرها الغض هذا المنظر فشهقت شهقة ماتت على اثرها في خربة الشام (التي وضع فيها أهل البيت حينذاك) فقام الامام علي بن الحسين .. زين العابدين .. وسيد الساجدين عليه السلام بدفنها في مكانها الحالي والذي اصبح مزارا للمؤمنيين ..
من التقاليد المتعارف عليها في مثل هذه الايام اقامة مجالس العزاء النسائية وتهيئة ما يسمى صينية رقية .. حيث غالبا ما تنذر من لها حاجة عند الله اذا ما قضيت حاجتها بأذن الله وببركة المجلس وببركة اهل بيت النبوة و هذه الطفلة المظلومة السيدة رقية عليهم السلام .... ان تقوم بخدمة المجلس وبتهيئة صينية تسمى صينية رقية ...والحاجات التي في الصينية هي عبارة العاب بسيطة ... لطفلة في سن رقية .. مواساة لها ولطفولتها البريئة التي سرقها الطغاة وشذاذ الافاق .. اعداء آل بيت المصطفى .. وهذه الالعاب توزع على الحضور في نهاية المجلس..
إن صغر سن هذه الطفلة ، ورقة عواطفها وكيفية وفاتها ودفنها تثير الحيرة والألم في النفوس ، فان لها منزلة عظيمة و مكانة خاصة في قلوب المسلمين عامة و محبي اهل بيت النبوة منهم خاصة .. كما تبين هذه الحادثة مدى فظاعة و قسوة السلطة الاموية ممثلة بيزيد الذي لم يرف له جفن ولم يرق له قلب لبكاء طفلة صغيرة لم تبلغ الخامسة من العمر ولا ذنب لها الا كونها سليلة الشرف والعفة .. سليلة بيت النبوة ...
لضريح هذه الطفلة المظلومة الآن بناء ضخم يزوره الموالين لأهل البيت.. ويقع موضع دفن السيدة رقية عند سوق قديم يبعد 100 متر او اكثر قليلا عن المسجد الأموي في دمشق في حي العمارة الجوانية داخل باب الفراديس في مدينة دمشق القديمة ... وقد بني عدة مرات حيث جدد ورمم وتمت توسعة البناء سنة 1864ميلادية بعد ان وصلت مياه النهر الى الضريح الشريف وكادت ان تتسبب في تلفه .. واعيد بناءه وتوسعته بشكل جذري عام 1985.. بطراز معماري حديث ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق