لم ينجو من واقعة الطف الا عدد بسيط لا يتجاوز اصابع اليد ولكن كثير منهم ولهول المصيبة لم تسلط عليه الاضواء .. منهم من كان من الهاشميين وهم الامام زين العابدين وسيد الساجدين .. علي بن الامام الحسين عليه السلام وكان مريضا وقد انهكته العلة وكانت هذه مقتضى الحكمة ألإلهية من اجل دوام نسل الامام الحسين عليه السلام ...والامام محمد الباقر عليه السلام وكان طفلا له من العمر اربع سنوات . وكذلك الحسن إبن ألإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويسمى بالحسن المثنى وقد قاتل قتال ألأبطال حتى هوى إلى ألأرض جريحا وكان به ثماني عشر جرحا اضافة الى قطع يده اليمنى ..ولما عمد اعداء اهل البيت إلى حز رؤوس الشهداء وجدوا به رمقا فارادوا قتله ولكن إستشفع له أسماء بن خارجة الفزاري وكان من أخواله فشفعوه فيه فحمله معه إلى الكوفة وعالجه حتى شفي من جراحاته و رجع الى المدينة.. وهناك تزوج من إبنة عمه فاطمة بنت الحسين عليه السلام ..و كان جليلا فاضلا ورعا كان يتولى صدقات امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وتوفي سنة 90 بالمدينة .. ايضا ..زيد إبن ألإمام الحسن بن علي عليه السلام ويكنى أبو الحسن الهاشمي وهو من أصحاب ألإمام السجاد عليه السلام جليل القدر كريم الطبع ، طريف النفس ، كثير البر ، كان يلي صدقات رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم ، ابقاه عمه الحسين عليه السلام في المدينة فلم يخرج معه إلى العراق ، مات سنة 120 هـ ... واخيرا عمر بن الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام ، خرج مع عمه الحسين بن علي عليه السلام إلى العراق وكان من الناجين من الواقعة واقتيد مع السبايا الذين ساروا إلى دمشق مع ألإمام زين العابدين عليه السلام ،كانت له ذرية كبيرة ولكنها انقطعت .. كان رجلا ناسكا من أهل الصلاح والدين.. وهذا شانهم .. اهل بيت النبوة ..
اما من غير الهاشميين .. عقبة بن سمعان وقد عده الطبري من مؤرخي الواقعة .. كان مولى للرباب بنت إمرئ القيس الكلبية زوجة الحسين عليه السلام أم سكينة بنت الحسين عليه السلام وكان يتولى خدمة أفراس الحسين عليه السلام . وتقديمها له ..ولما إستشهد الحسين عليه السلام فر على فرس .ولكنهم امسكوا به ، فاخبرهم أنه عبد مملوك للرباب فأطلقوا سراحه ..وجعل يروي واقعة الطف كما حدثت ومنه أخذ المؤرخون الكثير من أخبارها .
اما اخرهم ..واعجبهم فهو الضحاك بن عبد ألله المشرقي.. هذا الرجل عندما دعاه الحسين الى نصرته .. اجابه : إن علي دينا ، وإن لي لعيالا ، ولكنك إن جعلتني في حل من ألإنصراف إذا لم أجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعا .. وبالفعل فقد قاتل قتالا عظيما وقتل العديد من اعداء الحسين واصاب اخرين. ولكن عندما لم يجد احدا من الاصحاب مع الحسين وكلهم كانوا قد قتلوا .. قال للحسين : يابن رسول ألله قد علمت ما كان بيني وبينك . قلت لك : أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حل. فقلت لي : نعم ... : فاجابه الحسين .. صدقت .. وكيف لك بالنجاة ؟؟ إن قدرت على ذلك فأنت في حل...وكان الضحاك قد اسرج خيله مسبقا وادخلها في فسطاط فركب فرسه وانطلق مسرعا تاركا معسكر الحسين .. وتبعه خمسة من خيرة فرسان عمر بن سعد ولكنهم لم يستطيعوا اللحاق به ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق