إحدى المهام التي اضطلع بها العباس عليه السلام في يوم عاشوراء، وسقي العطاشى من التعاليم المؤكّدة في الشريعة، قال الإمام الصادق عليه السلام: "أفضل الصدقة ابراد كبد حراء".
قال أيضا: "من سقي الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة، ومن سقي الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيى نفساً، ومن أحيى نفساً فكأنّما أحيى الناس جميعاً".
وجاء في رواية عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: "أنّ الله يحب إبراد الكبد الحرّاء"...
في واقعة كربلاء منع الماء عن خيام اهل بيت النبوة .. حتى اصابهم من العطش ما اصابهم .. حتى اصبح صراخ الاطفال مما يتفطر له الصخر .. وكان انين الاطفال يقطع القلب حتى طلبت السيدة سكينة بنت الحسين الماء من عمها العباس فاندفع بحميته الهاشمية المعروفة نحو ماء الفرات وكان إيصال الماء إلى الخيم وإلى حرم سيد الشهداء عليه السلام على عاتق أبي الفضل العباس عليه السلام.. والقصة معروفه ، لذا أطلق عليه أسم "ساقي عطاشى كربلاء" " والسقاء... وكان ساقي كربلاء على درجة من المروءة والشهامة بحيث دخل ماء الفرات، ولكنه لم يطعمه وبلغ بالإيثار ذروته، وفي آخر المطاف قضى نحبه وهو يسعى لجلب الماء لذرية الرسول التي كانت تتلوى من العطش، إذ قطعت يداه، ومزقت القربة وسقط على الأرض من اثر الجراح ...
لذا اصبح الماء مرتبط ارتباطا روحيا بمحبي اهل بيت النبوة وفي أيام محرم الحرام يقوم الكثير من محبي اهل البيت بتوزيع الماء على الناس وعلى مواكب العزاء تخليدا لتلك الملحمة وإبرازاً لدور أبي الفضل العباس عليه السلام ، سواء كان ذلك بواسطة القربة أو بوضع خزانات الماء على أرصفة الشوارع، وكثيرا ما يقوم الناس بتوفير الماء البارد ايام الصيف باستخدام الثلج ، ويعتبرون ذلك اقتفاءً لشهامة حامل لواء الحسين. ويفضلون هذا العمل حتى على تقديم الطعام. وفي الشوارع وقرب المراقد المقدسة كان هناك الكثير من الناس يقومون بما يسمى تسبيل الماء قرب المراقد المقدسة .وكانوا يستخدمون كاسات من الستيل او الفضة . وكانوا يصيحون سبيل ..سبيل .. ماء سبيل .. ومنه جاءت مهنة السقّاء والتي اصبحت تطلق أيضا على من يبيع الماء أو من يوزعه على البيوت كحرفة من الحرف ايام زمان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق