كم حاول الطغاة والظلمة والرعاع والبربر وشذاذ الافاق والهمج ودعاة السياسة اللعينة ان يهمشوا حب محمد وآل محمد من قلوب المؤمنين من اجل تمجيد حاكم ظالم وجائر او سلطة زائفة وطاغية .. كم حاربوا عشاق آل بيت النبوة من اجل عصبية جاهلية وافكار مريضة .. ولم يدركوا افاق تلك الصرخة العظيمة والحقيقة التاريخية والازلية التي اطلقتها السيدة زينب عليها السلام ..." فكد كيدك و أسع سعيك و ناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا "هذه الخطبة الرائعة للسيدة زينب " جبل الصبر " في وجه يزيد .. لم يستطع ان يدرك ابعادها الطغاة.. ومازالوا والى اليوم يحاربون عشاق آل بيت النبوة... وظنوا ان تفجيرا هنا .. وقتلا هناك سيبعد المؤمنين عن طريق الحق .. طريق الاسلام وطريق محمد وآل بيته الطيبين ..لقد ظن الامويون ان قيامهم بسبي عيال الإمام الحسين عليه السلام من بعد مقتله يوم العاشر من المحرم والطواف بهم في البلدان وعرضهم في الكوفة والشام سيمنحهم شهوة النصر ولكنهم لم يدركوا ان سبي أهل البيت بتلك الصورة المأساوية، كان قد أثار مشاعر الناس لصالح جبهة الحق وانتهت بقيام ثورات هزت السلطة الاموية مثل ثورة التوابين وخروج المختار وابو مسلم الخراساني والعباسيين والتي ادت الى سقوط الدولة الاموية ... لقد حولت خطب السيدة زينب والسجاد عليه السلام طوال فترة السبي لذة النصر العسكري للطغاة إلى طعم مر كالعلقم لدى يزيد وابن زياد، وحالت دون تحريف التاريخ.. ان أسر عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عهد الحكم الأموي..وصمة عار في وجه كل من يحاول تلميع الصورة القبيحة لاعداء اهل البيت .. و نقضا صريحا لأحكام الإسلام التي لا تجيز سبي المسلم وخاصة النساء..لقد وصلت الاستهانه والخسة بمن يدعون الاسلام إلى درجة أن أحد الرعاع من أهل الشام طلب من يزيد أن يهبه سليلة الشرف والعفة حفيدة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. فاطمة بنت الحسين ليتخذها جارية إلا أنه واجه تحذيرا شديدا وموقفا صلبا وشجاعا من قبل السيدة زينب عليها السلام.
وعلى الرغم من أن يزيد سبى عيال الإمام الحسين عليه السلام وسيّرهم من ولاية إلى أخرى محاولا اذلالهم والاستخفاف بهم ..من أجل إشاعة الخوف لدى سائر الناس إلا أنّ سلالة النبوة ..سلالة العزة والشرف اتّخذت من ايام سبيهم وأسرهم سلاح لمقارعة الباطل، والكشف عن الصورة الحقيقية للعدو وألقت الخطب والكلمات لفضحه وإفشال خططه وكانت خطبة زينب الكبرى العقيلة والإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام في الكوفة والشام مثالا " للمواجهة في الأسر..حيث قالت في وجه يزيد ."أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هوانا ... أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ تحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل..."
واخيرا ..لقد كانت للإمام الحسين عليه السلام حسابات وتدابير دقيقة في اصطحاب النساء والأطفال معه إلى كربلاء ليكونوا من بعده رواة لمشاهد وآلام العاشر من محرم وليكونوا واسطة رسالة دماء الشهداء ولكي لا يتسنىّ لحكومة يزيد إسدال الستار على تلك الجريمة الكبرى التي هزت الضمير الانساني أو محاولة إبراز تلك القضية بشكل آخر، ولهذا السبب حينما سأل ابن عباس الإمام الحسين عليه السلام عن سبب اصطحابه النساء والأطفال إلى العراق قال " شاء الله ان اقتل و شاء الله أن يراهن سبايا"
وكما ذكر العلامة المرحوم كاشف الغطاء: "لو قتل الحسين هو وولده، ولم يتعقبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات وبتلك التحديات لما تحقق غرضه وبلغ غايته في قلب الدولة على يزيد"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق