المواكب الحسينية من الطقوس المرتبطة بمقتل الامام الحسين عليه السلام .. نشأت مع حركة التوابين عند خروجهم الى شوارع الكوفة بعد شيوع خبر مقتل الامام الحسين عليه السلام ، وراحوا يندبون ويبكون على استشهاده.حتى اصبحت تقليدا ثابتا وثقافة أقتبست ديموميتها من وهج واقعة الطف و أضحت سمة من سمات العزاء الحسيني.وامست تقليد مهم لا يمكن تجاوزه في مراسم عاشوراء،
هذه المواكب تسيرها الخبرات وهي الان تعتمد على الموروث الذي يحمله بعض من كبار السن، ويحاولون نقله الى الجيل الجديد من الشباب،والذي بدوره يحاول التعلم بسرعة والنهوض بدوره المستقبلي في خدمة آل بيت محمد (ص)...
المواكب الحسينية تكون على أنواع منها مواكب اللطم وتكون مصحوبة بإنشاد الشعر فقط. وهناك مواكب لضرب الزنجيل المصحوب بإنشاد الشعر أيضا وغالبا ما تتخللها مشاهد تمثيلية مسرحية تحكي جوانب مهمة من واقعة الطف..وايضا هناك مواكب للتطبير ويردد فيها المشاركون كلمة (حيدر) لشحذ هممهم وزيادة حماسهم، وللمواكب ترتيب خاص في طريقة عرض هذه الشعائر، فمواكب اللطم تقسم نفسها على مجموعات تسمى الواحدة (جوكة) تتفق على ترتيب قراءة الشعر واللطم فيها فلا تبدأ الثانية إلا بعد ان تنتهي (الجوكة) الأولى.
تستخدم المواكب الحسينية أدوات كثيرة منها العلم زنكي وهو(العلم الثقيل) الذي يتقدم الموكب او هو يرمز إلى قيادة الجيش في قديم الزمان، ويتبارى المشاركون في إظهاره بشكل مهيب ليدل على فخامة موكبهم. وكذلك القامه وهي سيف صغير يستعمل في التطبير. وتصنع من الحديد الصلب، ومن أشهر أنواعها القفقازية. وايضا يستخدم الزنجيل وهو مجموعة من السلاسل تربط بشكل موحد، يستعمل للضرب على الظهر به.و الطبول وتستعمل للقرع المعلن عن الحرب .والصنج وهما لوحان نحاسيان يطلقان صوتا يوحي بأجواء الحرب، ويرافق استعمال الطبول .و البوق ويكون مرافقاً للطبل والصنج. والرايات وتصنع من ألوان عدة، أشهرها اللون الأسود والأخضر، والأحمر. ويكتب عليها شعارات حسينية تمجد واقعة الطف. واخيرا أدوات الطبخ ومنها (الطنجيرة) وهي قدر كبير تستعمل لطبخ القيمة ومنها الآب كاردون وهي مغرفة كبيرة لها يد خشبية طويلة تستعمل لغرف الطعام.
هذه المواكب والمسيرات تكون كثيرة ومتعددة وتسمى بأسماء مناطق ومحلات المدينة، وتنطلق في وقت محدد وبتنسيق مسبق وتجول في طرقات المدينة، متجهة صوب نقطة التقاء لتلتقي جميعها هناك.وغالبا ما تصاحب المواكب، الرايات الملونة الكبيرة والهوادج المضاءة بالمشاعل أو المصابيح...
جعلنا الله من المتمسكين بمحمد وآل محمد ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق