هو الطرماح بن عدي بن حاتم الطائي....والده هوعدي بن حاتم الطائي اشهر شخصية في تاريخ الجود والكرم على مر التاريخ .... وعمته سفانه بنت حاتم الطائي .. من الراجحات المتكلمات والعاقلات في زمانها والتي اطلق الرسول الاعظم سبي طي اكراما لها ولوالدها..كان لعدي بن حاتم الطائي خمسة اولاد احدهم كان في جيش معاوية و ثلاثة منهم استشهدوا في حرب صفين دفاعا عن الامام امير المؤمنين عليه السلام و الاخير هو الطرماح الذي نتحدث عنه اليوم حيث كان من اخلص اصحاب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وكان رسوله الى معاويه .. التحق الطرماح بالإمام الحسين في أثناء الطريق، وصحبه بعض الوقت.. وكان يحمل متاعا لاهله.. وفي قول آخر جاء دليلا لاربعة نفر من أهل الكوفة لحقوا بالحسين بعد مقتل مسلم بن عقيل..
ذكر أهل الاخبار: إن الطرماح بن عدي لما اجتمع بالحسين عليه السلام في عذيب الهجانات دنا منه فقال له ـ كما في تاريخ الطبري وغيره ـ: والله إنّي لانظر فما أرى معك أحداً، ولو لم يقاتلك إلاّ هؤلاء الذين أراهم ملازميك ( الحر وأصحابه وكانوا من معسكر عبيد الله بن زياد ) لكان كفى بهم، وقد رأيتُ قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس مالم تر عيناي في صعيد واحد جمعاً أكثر منه، فسألت عنهم؟ فقيل: اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحوا إلى حرب الحسين، فأُنشدك الله إن قدرتَ على أن لا تقدم عليهم شبراً إلاّ فعلت، فان أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به حتّى ترى من رأيك ويستبين لك ما أنت صانع، فسر حتى أُنزلك مناع جبلنا الذي يدعى.. أجأ ( اجأ وسلمى جبل في منطقة حائل بالحجاز )..امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الاسود والاحمر، والله ما دخل علينا فيه ذل قط، فأسير معك حتّى أنزلك القرية، ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى من طيّئ، فو الله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى تأتيك طيّئ رجالاً وركباناً، ثم أقم فينا مابدا لك، فان هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين الف طائيّ يضربون بين يديك بأسيافهم، والله لا يصلوا إليك أبداً ومنهم عين تطرف، فقال له الحسين عليه السلام : «جزاك الله وقومك خيراً» وأبى أن ينصرف عن مقصده.
ولما سأل الحسين أصحابه إن كان أحد فيهم يخبر الطريق على غير الجادة، انبرى له الطرماح بن عدي، فقال له: أنا أخبر الطريق. وسار بين أيديهم الى كربلاء، و استأذن الطرماح من الإمام أن يمضي لأهله ليوصل إليهم الميرة ويعود مع بني عشيرته إلى نصرته، فأذن له، فانصرف، وعندما رجع و وصل إلى عذيب الهجانات بلغه مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، فأخذ يبكي على ما فاته من شرف الشهادة مع الحسين وندم اشد الندم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق