في ليالي اليوم السابع والثامن والتاسع والعاشر من المحرم اعتادت مدينة النجف الاشرف ان تشهد اضخم تظاهرة للمشاعل والتي تضم جموعا غفيرة تهرول حفاة الاقدام يرافق انطلاقهم المشعل من نقطة انطلاقه في منطقة الثلمة في محلة العمارة الى الصحن الحيدري وعند دخول المشعل من باب الفرج مقابل سوق العمارة (ولايدخل من غيرهذا الباب ) يكتظ تحته المئات من الافراد واغلبهم شباب يأتون من كل طرف من اطراف البلدة والمدن المجاورة يرددون الهوسات الحسينيه ولا شي غير الهوسات ..ويرى الاستاذ طالب علي الشرقي في كتابه النجف الاشرف عاداتها وتقاليدها ان خروج العزاء بهذه الصورة كان بتأثير الوافدين من الريف الى النجف ..واغلب اصحاب المشاعل والملتفين حولهم هم من تلك البيئة اوربما تأثروا بها ...
يتقدم الموكب مشعل كبير ذو رأس واحد يحمله شخص واحد وقد يكون للموكب اكثر من مشعل اذا كان العزاء كبيرا .. وفيما بعد تطور المشعل رغبة فيى شدة الانارة ..حيث قام احد ابناء النجف وهو الشيخ احمد الرواف والذي كان يمتهن الريافة ويعمل في جامع الترك الى ايجاد بديل للمشعل التقليدي الذي تحرق فيه خرق القماش والنفط الاسود فصنع ما يسمى المشعل الكاربوني وهو عبارة عن علبة معدنية يشعل فيها مادة كيماويه فتولد ضياء ابيض شديد التوهج وهذا المشعل اختص به عزاء الترك...
وتطور المشعل التقليدي وذلك بصنع عدة رؤوس مثبتة على خشبة طويلة وفي وسطها عمود من الخشب متجه الى الاسفل يستقر في حامل ( جاون ) مربوط بحزام على وسط الشخص الذي يحمله وله حمائل جلديه ترتكز على الكتفين
ويحتاج المشعل الى اقوى الاشخاص لحمله مسافة طويلة ويتناوبون في حمله من محلة العمارة الى الصحن الحيدري الشريف حيث انفردت هذه المحلة باخراج موكب للعزاء ليس فيه الا المشاعل وكل مشعل يعود الى اسرة من اسر المحلة البارزة وقد وصل عدد المشاعل في السنين المتأخرة الى اكثر من ستين مشعلا..
واستعمل بعض اصحاب المواكب مصدرا آخر للانارة اطلق عليه ايضا اسم مشعل ولكنه ينور بالغاز السائل ويتألف من انبوب حديدي مثقب بانتظام ومثبت بشكل افقي على حامل خشبي يحمله شخص واحد ويتصل بقنينة محموله على عربه صغيرة ..
وفي الاونه الاخيرة تم استعمال الاضاءة الكهربائيه باستخدام مولدة كهربائيه متنقله تنير مجموعة من المصابيح اوقد تستعمل البطاريات لتوليد الانارة لدى بعض المواكب او يحمل بعضهم اللوكسات النفطيه محمولة على اعمدة خشبية
ان الغاية الرئيسية من خروج المشاعل في الاساس كان لانارة الطريق امام مواكب العزاء وتطور الى ما وصل اليه اليوم حتى اصبح تقليد من تقاليد عاشوراء...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق