الزنجيل

من ضمن مواكب العزاء الحسيني في محرم الحرام والتي تحدثنا عنها الليلة الماضية هو  موكب الزنجيل ... والزنجيل هو آلة مؤلفة من مجموعة من السلاسل طول الواحدة منها يتراوح بين 20-25 سم وعددها يتراوح بين 15-30 سلسلة  تصنع من الحديد او النحاس وتنتهي بمقبض خشبي او معدني يمسك به الشخص ويضرب ظهرة بالسلاسل السائبة من الطرف الثاني....

هناك روايات حول منشأها فمنهم يرى انها آلة تركية الاصل كانت تستخدم لهش الحيوانات ومنهم من يرى انها من الالات التي كانت  تستخدم من قبل مشعوذي الهند في بعض طقوسهم .. والكلام في الروايتين للاستاذ الباحث  طالب الشرقي في كتابه النجف الاشرف عاداتها وتقاليدها ..والذي للامانة العلمية استقيت منه اغلب كلمات هذا البحث

ربما يبدو غريبا بعض الشئ عندما نعلم ان اول من ادخل هذا التقليد للعراق هم الانكليز وبالذات الحاكم الانكليزي  للنجف كرين هاوس الذي عين بعد مقتل مارشال في  ثورة النجف 1918م... كان هاوس قنصلا لبريطانيا في كرمنشاه الايرانية وخلال مشاهدته مواكب العزاء في النجف افتقد وجود موكب للزنجيل وهو ما كان قد شاهده  في ايران...لذا وحسب وصف كرين هاوس  تمت في النجف صناعة عدد من الزناجيل وتم تأسيس موكب عزاء للزنجيل من قبل عزيز خان وخليل الاعمى وسمي  باسم (  عزا خليل ).. اول مكان نشأ فيه العزاء هو طرف المشراق وسميت الحسينيه التي نشأ فيها حسينية خليل ..وظهر  اول موكب للزنجيل  في شوارع النجف الاشرف  امام نعش العلامة الكبير السيد كاظم اليزدي في 30 نيسان 1919م ..

وفي الاونة  الاخيرة انتشر ما يسمى "الزنجيل الهندي" حيث يتم اضافة سكاكين صغيرة في اطراف السلاسل حتى تدمي ظهورهم وتشققها ظنا منهم انهم يكسبون ثوابا اعظم ..وسمي بالهندي لانه انتقل الينا من الهند ويشيع استعماله لدى  الهنود بشكل خاص ...وللناس فيما يعشقون مذاهب ..

مرة اخرى ..عظم  الله لكم الاجر بذكرى استشهاد ابي عبد الله الحسين عليه السلام وثله كريمة من اهل بيته الطيبين واصحابه الغر  الميامين .. متعنا الله بشفاعة جدهم يوم الحساب ..