التوّابون..اسم أطلق على طائفة من محبي اهل البيت من اهل الكوفة قاموا بالثورة للمطالبة بثأر الحسين عليه السلام واختاروا سليمان بن صرد الخزاعي"أميرا للتوابين". وقائدا للثورة وهو من وجهاء الكوفة. اسمه في ايام الجاهلية يسار وسمّاه الرسول صلى الله عليه وآله باسم "سليمان" وكنيته أبو مطرف. وهو من صحابة النبي(ص)، وقاتل في صفّين وغيرها إلى جانب أمير المؤمنين.. وقف إلى جانب مسلم بن عقيل عند قدومه الى الكوفة ، لكن ابن زياد ألقاه في السجن لذا لم يحظ بالمشاركة في معركة الطف.
في الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 65 هجريه توجه التوابون إلى قبر الامام الحسين عليه السلام ، فلما وصلوا صاحوا صيحة واحدة " يا رب إنا خذلنا ابن بنت نبيّنا فاغفر لنا ما مضى ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وارحم حسينا وأصحابه الشهداء الصديقين ، وانا نشهدك يا رب انا على مثل ما قتلوا عليه . فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ".. وسارت كتائبهم حتى انتهت الى عين الوردة ، وزحفت إليهم جنود الشام وجرت بينهما أعنف المعارك وأشدها ضراوة . واستشهد امير التوابين سليمان بن صرد وكان عمره 93 سنة وجمع من قادتهم كالمسيب بن نجبة ، وعبدالله بن سعد الأزدي ، وعبدالله بن وائل ، ورفاعة بن شداد ولما رأت بقايا التوابين أن لا قدرة لهم على مقابلة أهل الشام تسربوا في غلس الليل الى الكوفة وارسل راس سليمان بن صرد الخزاعي إلى مروان بن الحكم في الشام..
بعد هذه الثورة بعام .. خرج المختار ..والمختار بن أبي عبيدالله الثقفي قائد عسكري ولد في الطائف في السنة الأولى للهجرة، أبوه أبو عبيد الثقفي قائد المسلمين في معركة الجسر، أسلم أبوه في حياة الرسول وكان صحابياً جليلا..استشهد والده في اثناء معركة كبيرة مع الفرس من ضمن الفتوحات الاسلامية ..نشأ المختار في المدينة متأثرًا بالخليفة علي بن أبي طالب وأصبح من محبيه. وهو من المعروفين تاريخيا بمناصرة اهل بيت النبوة .
ثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي عام 66هـ بالكوفة بعد خمس سنوات من واقعة كربلاء. حيث طالب بدماء آل بيت المصطفى..وقتل جمعاً كبيرا ممن قاتلوا الامام الحسين بن علي عليه السلام أمثال عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد وحرملة بن كاهل وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم ممن ساهموا بقتل الحسين عليه السلام ورض جسده الشريف.. وكان له ما اراد .. كان معروفًا بالشجاعة ..سيطر على الحكم بالكوفة بعد ان بايعه جمع كبير من محبي اهل البيت في الكوفة ،وتولى الحكم فيها. وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق
استشهد المختار في الكوفة في الرابع عشر من رمضان عام 67 للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير ثم قطعت كفه وسمرت بمسمار إلى جانب المسجد، وقطع رأسه، ودفن في الكوفة قرب مسجدها ..
يعظم اتباع مذهب اهل البيت المختار وذلك لمطالبته بدم الإمام الحسين بن علي الإمام عليه السلام والثار ممن ساهم بقتل العترة الطاهرة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق