الأحد، 29 يوليو 2018

كربلاء المقدسة

كربلاء المقدسة .. قبلة عشاق آل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم  .. فيها ضريح  سيّد الشهداء الحسين عليه السلام  وهي إحدى مدن العراق الواقعة على شاطئ الفرات، فيها وقعت فيها أعظم ملحمة إنسانية في شهر محرّم عام 61 للهجرة، وغمرت أمواجها جميع الحقب التاريخية على امتداد العالم، تربتها تفوح منها رائحة الدم، ولترابها قدسية ومنه تستلهم العبر والدروس، ونقلت في فضلها روايات كثيرة.
و كربلاء اسم قديم في التاريخ يقع في بلاد بين النهرين. وكانت في الماضي السحيق مهداً لأحداث أو حضارات كبرى، ولبقاعها المختلفة أسماء متفاوتة منها: كربلاء، وكور بابل، ونينوى، والغاضرية، وكربلة، والنواويس، والحير، والطف، وشفية، والعقر، ونهر العلقمي، وعمورا، ومارية، وغيرها وبعض هذه الأسماء تعود إلى قرى وأراضي شاسعة في هذه المنطقة. وهناك آراء مختلفة في معنى كلمة كربلاء، والجذر اللغوي لها، يشير إلى أنها مؤلفة من كلمتي "كرب" و "إل" بمعنى حرم الله،كما جاء في موسوعة العتبات المقدسة فيما يرى البعض أن كلمة "كربلاء" منحوتة من كلمة "كور بابل" العربية، بمعنى مجموعة قرى بابلية. ومنهم من يرى انها جاءت من كلمتي كرب .. وبلاء
بعد معركة صفّين مرّ أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب  عليه السلام بأرض كربلاء واغرورقت عيناه بالدموع وقال: " مصارع عشاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من بعدهم . .." ولهذا السبب صارت كربلاء تعرف برمز التضحية والإيثار وحب الشهادة والشوق والحماس، وظلت على مدى التاريخ بؤرة لأسمى معاني المحبّة تجتذب إليها القلوب الوالهة بعشق اهل بيت النبوة
جاء في بعض الروايات أن أبا عبد الله عليه السلام اشترى الأرض المحيطة بمكان قبره من أهل نينوى والغاضرية بمبلغ ستّين ألف درهم، ودفعها بشرط أن يدلّوا الناس على قبره ويضيّفون القادم لزيارة قبره لثلاثة.
ظلّت هذه البقعة أرض جرداء حتّى عام 61 للهجرة، ولكنها أصبحت منذ ذلك التاريخ فصاعداً موضع اهتمام محبي محمد آل بيت محمد  صلى الله عليه وسلم على أثر استشهاد سيدنا  الحسين عليه السلام  فيها. وأضحت بعد بناء المراقد  مركزاً لتجمّع السكان حتّى صارت اليوم واحدة من أكبر المدن المقدسة في العراق . واضافة الى مرقد سيد الشهداء الحسين واخيه العباس .. تضم كربلاء العديد من الشواهد والاماكن المقدسه لدى المسلمين ومنها المخيم الحسيني .. والتل الزينبي .. ومقام الامام المهدي .ومرقد الحر الرياحي وعون بن علي . ومقام كفي الامام العباس الايمن والايسر  وموضع استشهاد الطفل الرضيع .. ومقام لعلي الاكبر ومقام الامام الباقر  .. اضافة الى مقام السيدة الجليلة فضه خادمة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام  والتي كانت مع السيدة زينب ضمن موكب االاباء .. موكب العز .. موكب السبايا ..
ضريح الحسين عليه السلام هو رمز لكربلاء ، وشهد على مر العهود والأدوار حملات اعمار كبيرة من قبل محبي اهل البيت و سكنت كربلاء أسر عريقة، وفيها حوزة علمية وعوائل شريفة برز منها علماء فطاحل ، وشهدت المدينة في القرون المتأخرة أحداثاً وثورات وفتن متعددة من اكثرها ايلاما كان هجمات الوهابين قبل اكثر  من قرن من الزمن كما تعرضت الى اعمال قمع على ايدي طغاة العصر ..وبالنظر لكثرة اعداد زوار مراقد اهل البيت وخاصة من دول العالم المختلفة  فقد شهدت كربلاء حملات اعمار كبرى في السنوات الاخيرة لغرض استيعاب الاعداد الهائلة من الزوار وتوفير البنى التحتية والخدمات الى اعداد تصل الى اكثر من 20 مليون زائر في بعض الزيارات .. اضافة الى اقامة العديد من معارض الكتب الضخمة وفي مختلف الاختصاصات ..
حفظ الله زوار الامام الحسين عليه السلام  ومحبيه ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من هو اخر شهيد معركة الطف في كربلاء

  تحدثنا في احد ليالي الطف عن اخر شهداء الطف ممن قاتلوا تحت راية الامام الحسين عليه السلام .. ولكن هناك شخصيات  استشهدت بعد الواقعه ورغم عدم...